(الفيكم اتعرفت)!
تتلاقي الجموع وتنعقد المؤتمرات وتنفض دون ان تذكر أو تشير للدور الاماراتي في حرب السودان..
الجميع يعلم علما يقينياً ضلوع الإماراتي وولوغها في إسداء تلك الطعنات اسفل ظهر الشعب السوداني ولكن لا أحد يجرؤ على الكلام..
تلك الحقيقة الكبرى مهمة للاجتياز نحو المعالجات والنجاعة..
لا نعرف كيف سنستطيع التوصل الى حلول ومعالجات ونحن مجبوبون عن ذكر تلك الحقيقة المُرة..
حينما نُصر بنحو جماعي علي ممارسة رذيلة السكوت عنهم فإن قدرتنا علي رؤية فظائع الحرب وتجاوزاتها ستكون قاصرة..
وبالطبع لن نستبطن تلك الآلام والمواجع والدماء..
الذين لا يقولون الحقيقية لن يذهبوا في اتجاهها ولن يسددوا ولن يقاربوا..
سيبقى في الساحة (طرفي النزاع)..
وسيتهادي صريخ (لا للحرب) على أسنة الرماح الأجنبية..
▪️لست معاديا للإمارات ولم أحمل لأبناء زائد أي مشاعر غاضبة قبل تلك الأيام الفاجرة..
لكن هذا ما حدث فعلا..
غرقوا في دمائنا..
ولا أحد يذكر ذلك..
الجميع يلف ويدور ولا يتبادر لهم العطاس رغم كل ذلك الفلفل والبهار الحار..
البحث في الأماكن المضيئة بعيدا عن المضاع لا يجلب إلا الأوقات الضائعة والظهور المقوسة وكلال العين وضياع النفوس..
وعندما تواتينا الشجاعة والبسالة لقولها مسموعة بأصواتنا فإن الجراح ستندمل وستغشانا الرحمة ويعم السكون..
و(نصف الحقيقة كذب فسوق)!.
في مرة من أيام العمل القاسية استوقف حرس حظيرة الجمارك في ميناء بورتسودان أحد عمال (الكلا) في طريق خروجه وساله:
(أدروب.. في جيبك دا شنو؟!)..
فأجاب بسخرية لاذعة ومناسبة:
(سبحان الله.. “حقة تمباك” جوة الجيب تشوف.. “قندران” ما تشوف؟!).