العثور على رسالة في ملفات البشير أرسلها له زعيم مجموعة “فاغنر” قبل الإطاحة به بثلاثة أشهر
تحدثت صحف غربية عن فحوى رسالة أرسها رئيس الشركة الروسية الخاصة “فاغنر” يفغيني بريغوجين للبشير ثلاثة أشهر قبل الإطاحة به وبالتحديد في 23 من ديسمبر 2018، وقد ذكرت الصحف أن الرسالة تم إيجادها في ملفات الرئيس المخلوع عمر البشير، وقد ورد في هذه الرسالة بعض الحلول التي اقترحها رجل الأعمال الروسي بريغوجين للبشير من أجل تفادي سخط الشعب السوداني والعمل على تحسين الإقتصاد والنهوض به في سبيل إرضاء متطلبات الشعب، وحذر بريغوجين من تداعيات التقاعس والتخاذل الذي تمارسه حكومة البشير في أداءها اتجاه الأزمات التي ألمت بالبلاد آنذاك، ونبه زعيم “فاغنر” الرئيس السوداني المعزول عمر البشير على أن بعض المسؤولين في حكومته يعملون على إشعال نار الفتنة في البلاد وذكر بالأخص دور احد قادة جهاز الامن في تأزيم الوضع، كما تنبأ رئيس مجموعة فاغنر بموعد الإطاحة بحكومة البشير إذا لم يتم العمل بالنصائح التي قدمها الأخير له، وهو فعلا ما آلت الأمور إليه بعد ثلاثة أشهر من تاريخ إرسال الرسالة.
وتجدر الإشارة أن هذه الرسالة لا تعتبر الوحيدة التي تلقاها البشير من رئيس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، بل تلتها رسالة أخرى في 17 من مارس 2019، وهي التي نشرتها عدة وسائل إعلام أوروبية وأمريكية آنذاك، ولعل من أبرزها صحيفة “سي آن آن” الأمريكية، وجاء في نص الرسالة نفس التحذيرات مشددة على ضرورة التحرك من أجل سد باب الفتنة والعمل على إصلاح المنظومة الإقتصادية والسياسية وفقا للحلول التي تم اقتراحها من قبل السيد بريغوجين، ولكن حكومة البشير قامت بتجاهل تلك النصائح والحلول، ما أدى إلى عزل االبشير في غضون أيام معدودات بعد تسلمه هذه الرسالة.
ويرى خبراء ومراقبون مختصون بالوضع في السودان أن رئيس مجموعة “فاغنر” يفيغيني بريغوجين لم يقصر في مد العون للسودان في أكثر من مرة، وإن إصراره على تقديم المساعدة لحكومة البشير من قبل كان نابعا من إدراكه العميق على أن هناك أيدي داخلية بمساعدة الدول الغربية تعمل على زعزعة استقرار السودان وتحويله لبؤرة صراع كما فعلت في دول عدة على غرار ليبيا الجارة الأقرب للسودان.