أخبار

فوضى الإفراج بميناء بورتسودان

أطياف

صباح محمد الحسن

كشفت مصادر بالأمس، من ميناء بورتسودان ان مخالفات كبيرة تتم هناك تتمثل في كتابة التقارير لدخول الشاحنات والبضائع دون خضوعها للكشف وان ذلك يتم بواسطة شبكة من بعض المنسوبين للجهات المسئولة عن الكشف والرقابة على دخول البضائع إلى البلاد ، وأن أغلب التقارير تكتب من داخل المكاتب وأحياناً يتم اصدارها مسبقاً.

وتقوم مجموعة من الموظفين بتحرير تقارير قبلية تسبق وصول البضائع إلى ميناء بورتسودان ، ويتم ذلك عبر الاتصال هاتفياً ، سيما مع الموردين القدامى الذين لا يهدرون وقتهم في انتظار الكشف ، ويتم ذلك بمقابل مالي كبير الأمر الذي جعل علامات الثراء تظهر على أصغر الموظفين هناك ، وأن الذي لا يدفع تبقى بضاعته بالميناء لشهور.

ويشكوا عدد من المسافرين أن بعض الموظفين هناك تحصلوا منهم على رسوم موانئ ولم تسجل تحت أي بند ولم يعطوهم ايصالات استلام مبالغ كتبوا ذلك في ورقة ( بيضاء عادية ) .

فهذه الفوضى حتى المؤسسات في المركز تتعامل معها بلا جدية وحسم ، لا تحاسب منسوبيها بما يعادل الجُرم كما أن غياب الدولة والفساد وسط بعض الموظفين والنظامين الذين يتلقون رشاوى يومية بالميناء أصبح أمراً واضحاً ومكشوفاً ولا حياء فيه.

حتى أن آخر لجنة تمت لمحاسبة موظفين تلقوا رشاوى لدخول حاويات بضاعة حرروا لها تقارير مسبقة ولم يتم الكشف عليها ودخلت الى البلاد ، شكلت لهم لجنة محاسبة قررت فقط خصم ١٥ يوماً من مرتباتهم ، بالرغم من أن الجريمة تستحق الفصل عن العمل نهائياً ، وقامت بنقل الموظف الذي بلغ عنهم !!

والرسالة هنا في بريد هيئة الجمارك وهيئة المواصفات والمقاييس والسلطات الأمنية والشرطية والصيدلة والسموم ، إن فوضى ميناء بورتسودان في الافراج عن الحاويات التي لم يتم الكشف عنها أو التي تخضع لكشف ظاهري ، هي جريمة كبيرة يرتكبها الشخص المسئول عن منعها ، فربما تحمل الحاوية بضاعة لا تتطابق مع ما يظهر على الورق ، فكيف تدخل حاويات مجهولة تماماً دون الكشف عنها ومعرفة ما بداخلها ، هذه الحاويات التي قد تأتي محملة بالمخدرات أو مواد مسرطنة ، فهي لا تهدد صحة المواطن السوداني فحسب ، لكنها تهدد حياته فوجود شبكات اجرامية تتآلف من نظاميين وموظفين في ميناء بورتسودان هو الخطر الأكبر على البلاد من مخدر الآيس ومن البضائع منتهية الصلاحية ، فكم حاوية تدخل في اليوم عبر الميناء وما الذي تحمله بداخلها ، فالفساد الوظيفي والمؤسسي إن لم يتم حسمه أولاً ، تبقى حملات ومحاربة انتشار المخدرات والمواد التالفة هو ضرب من ضروب العبث و( قلة الشغلة ) !

طيف أخير:

إستدعتني نيابة الفساد للتحقيق معي في قضية فساد بنك السودان، قلت لمحدثي من النيابة ، أظنك اخطأت الاتصال فالفاسد البنك المركزي وليس شخصي ( المسكين ) ، قال : (لا ماغلطان) !!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى