صبري محمد علي : *العشاء الأخير ببورتسودان*

*العشاء الأخير ببورتسودان*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
بالأمس أقام مركز عنقرة للخدمات الصحفية ومقره القاهرة دعوة عشاء ببورتسودان !
وكان من الطبيعي أن يذهب بنا التفكير أن الدعوة كانت تحت مظلة إعلامية أو صحفية لمناقشة أمر ما و ما أكثر مآسي الإعلام التي تحتاج للتفاكر والنقاش
*ولكن أن تكون الدعوة*
على شرف وداع سُفراء السودان المُرشحين لدول روسيا البيضاء وسلطنة عمان واليابان
وبحضور معالي وزير الخارجية (بجلالة قدرو) والسفير المصري بالسودان السيد هاني صلاح ولفيف من السادة سُفراء الخارجية
*وما أحلى الجلسة بالكُحلي والكاجوال يا عمنا*
بالله لو أن إتحاد سائقي (الركشات) ببورتسودان أقام تلك الدعوة على شرف هؤلاء السفراء أكان السيد الوزير سيُعبِّرَهم ناهيك أن يُشرِّف الدعوة !
يا جماعة
ياعالم البلد في حالة حرب
بالله أما زالت في نفوسكم بقايا بسمة و بقايا فرحة
و (نفس للأكل)!
بالله …..!
أما كان أولى بقيمة هذا العشاء أي إرتكاز لشرفاء هذا الوطن الذين يُمهدُون المسرح بالدماء والدموع والمُهج لعودة أمثال مركز عنقرة أو غيره لأرض الوطن .
وإن كان ليس من حقنا توجيه الداعي لكيفية إنفاق أمواله في سبيل الله كما ليس من حقنا التساؤل عن مصدر إيراد هذا المركز فالله يرزق من يشاء بغير حساب
(وبالكوريق وبالملعقة)
سبحانه
وليس بعيداً عن الاذهان ورشة إعلام بورتسودان التي حشد لها السيد عنقرة من إعلاميي القاهرة ما حشد و رعاها نائب رئيس مجلس السيادة السيد عقار وإستلم توصياتها يوم ذاك السيد جراهام عبد القادر وزير الثقافة والإعلام
فأين ذهبت تلك التوصيات وبماذا أفادت السودان؟
بعد كل الأموال والنثريات التي صُرفت !
معالي وزير الخارجية وسبق أن ناصحناكم أن أبتعدوا عن تشريف مثل هذه الفعاليات (الإستفزازية) في زمن الحرب ودونكم فعالية القاهرة (شعب واحد في بلدين) التي أقامتها جمعية الصداقة السودانية المصرية بالتضامن مع كيانات أخرى
*فبماذا خرجت تلك الإحتفائية*
هل تم إعفاء الطلاب السودانيين من الرسوم مثلاً
هل عالجت مشاكل المدارس السودانية هناك
هل تناولت موضوع الإقامات ومن هم داخل السجون من المخالفين هل … هل … هل
أم كانت (أوكازيون) خطابي حصد فيه المصريون الثناء بلا مقابل ثم انصرفوا !
وهل أتاكم صديقكم (ود عبد العاطي) كما أُعلن في بطاقة الدعوة أم وجدتم أنفسكم أمام (سفير) هو مدير إدارة السودان بالخارجية المصرية
وليس (حتى) أمام وكيل وزارة الخارجية المصرية كما تقتضي الأعراف والتراتبية الدبلوماسية
فلم وضعتم أنفسكم في مثل هذا الموقف المُحرج ولم تُكتفوا بتكليف سفيرنا بالقاهرة مثلاً إن لم يكن دون ذلك من موظفي السفارة !
فبينما ما زلنا نُعالج ذلك الجُرح المؤلم بصمت وصبر
عُدتُم لتنكأوه ليلة البارحة بعشاء جمال عنقرة؟
والله أعلم من سدّد الفاتورة !
ورحم الله الشاعر كريم العراقي حين قال …..
فإن شكوت لمن طاب الزمان له
عيناك تغلي ومن تشكُو له صنمُ
وإن شكوت لمن شكواك تُسعده
أضفت لجُرحِك جُرحٌ إسمه الندمُ
*أستغفر الله العظيم*
الأثنين١٧/مارس/٢٠٢٥م