العيكورة يكتب : *رسالة عاجلة من أستاذ جامعي الى والي سنار*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
رسالة وصلتني ممهورة بتوقيع (البروفيسور) موسى هجو الفكي أستاذ الزراعة بجامعة الجزيرة الي ما قبيل إندلاع التمرد وإبن ولاية سنار
حقيقة توقفت أمامها طويلاً قبل أن أحيلها مباشرة للسيد والي ولاية سنار الأستاذ توفيق محمد علي لما رأيته فيها من موضوعية الطرح حوى حل ناجع لمشكلة أكثر من (١٠٢) قرية بشمال غرب سنار تأثرت بالتهجير والسرقة والنهب الذي مارسته عليها مليشيا آل دقلو الإرهابية
وأهم إيجابيات الرسالة (برأيي) أنها وضعت الحلول أمام السيد الوالي
ولنا أن نتخيل أن كاتب الرسالة هو أستاذ زراعة جامعي يُعدُ من قامات الإرشاد الزراعي بهذا الوطن العظيم
وسأضعها كما وردتني بين يدي السيد والي سنار وكلي ثقة بأنه سيقرأُها و يقرأُها
*الأخ الباشمهندس صبري*
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أولاً نهنئكم ونهنيء أنفسنا بتحرير (ودمدني) من قبضة المليشيا الغاصبة ونسأل الله العلي القدير أن يتم لجيشنا نعمة النصر فيما تبقى من البقاع
فقد فرحنا فرحة لم نفرحها من قبل
فرغم اني لست من أهل مدني لكنني عشتُ فيها أكثر من ثلاثين عاماً أعمل بجامعة الجزيرة
ويُمثل ذلك تقريباً نصف ذكرياتي و مُعظم منجزاتي العلمية فالحمدلله الذي هيأ لمدني التحرر
*الأمر الثاني إنني أريد أن أقحمك في مشكلة خاصة بمنطقتنا (قُرى شمال غرب سنار) و التي تحررت مع مصنع سكر سنار و ودالحداد وهي (١٠٢) قرية*
فهذه القُرى يا باشمهندس عانت معظمها من قلة الأمطار في الخريف قبل الماضي (٢٠٢٣) وهي تعتمد كُلِّياً على الزراعة المطرية
فهاجمها الجنجويد بعد إحتلال الجزيرة مُباشرة وشردوا أهلها ونهبوا كل ما يملكون وأخرجوهم وبالتالي حرموهم من زراعة الخريف السابق (٢٠٢٤)
تكاتفت جهود أبنائهم في الداخل والخارج لإعادتهم لقراهم *لكنهم رجعوا في حالة فقر مُدقِّع*
سبق أن كتبتُ مُناشدة لوالي الولاية (سِنّار) عبر بعض الوسائط و أرسلتها لبعض من يُحيطون به
طالبته أن يهتم بأمرهم لأنهم يمثلون الشريحة الأحوج للدعم
وحقيقةً لا أدري إن كانت الرسالة قد وصلته أم لا !
ما علمته أن أحد أبناء المنطقة والمؤثرين في الشأن السياسي والإجتماعي قد طرح على السيِّد الوالي فكرة
*أن يتم تسليف أهل هذه القُرى ذُرة من المخزون الاستراتيجي للدولة على أن يردُوه بعد حصاد الخريف القادم بإذن الله*
و لكن السيد الوالي و لربما لمشاغله لم يهتم أو ينفعل بالفكرة
وأرى أنها فكرة منطقية جداً وسهلة التنفيذ إذا توفرت لها الإرادة السياسية
فنحن في حاجة لمساعدتكم عبر عمودكم المقروء لدى الكثيرين من مُتخذي القرار
وهناك مسعى لتشكيل وفد يُمثل تلك القُرى لمقابلة السيد الوالي
و بخياراتهم لحل الأزمة منها
١- أن يفتح لهم المخزون الاستراتيجي ويتم تسليفهم ما يكفيهم لمدة عشرة شهور وهي المُدّة من الآن وحتى نوفمبر (٢٠٢٥) وبضمانات يتم تحديدها تضمن الإسترداد
٢- أن يتم الاتصال بمنظمات الإغاثة والتي تثق الحكومة فيها مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر التركي وبرنامج الغذاء العالمي لتدخل المنطقة وتحدد إحتياجات السُكّان الغذائية لسد هذه الفجوة
٣- أي خيارات أخرى يُمكنها أن تُساعد في أن يحصل سُكّان تلك القُرى على ما يحتاجونه من مقومات العيش الكريم ولو بحده الأدنى .
وإلا فالمجاعة ستكون هي الخطر القادم
أستاذ العيكورة …..
نُلِحُ عليكم أن تُساعدوا في هذا الشأن بقلمكم المقروء والله لا يُضيع أجر من أحسن عملا
مع خالص تحياتي وأطيب أمنياتي
*(بروف) موسى هجو الفكي*
(إنتهت الرسالة)
*السيد الوالي*
أظن الحكاية جاتك مقشّرة
*فلو إفترضنا أن كل قرية بها (٥٠٠٠) نسمة فقط فهذا يعني أن أكثر من مليون شخص من مواطني قرى شمال غرب سنار يقفون خلف هذه الرسالة*
كلّل الله المسعى وخفف عن أهلنا
الأربعاء ١٥/يناير ٢٠٢٥م