أعمدة

العيكورة :  *سفاراتنا بالخارج و الشهادة السودانية و أصعب مقال تهزمني دموعي*

 *سفاراتنا بالخارج و الشهادة السودانية و أصعب مقال تهزمني دموعي*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

عشرات القُبعات نرفعها لرؤساء بعثاتنا الدبلوماسية بالدول التى إحتضنت إمتحانات الشهادة السودانية الغير عادية والمُذهلة والمُدهشة لهذا العام

شعب ترك كل شئ وإتجه نحو إعلاء شأن العلم لم تقعده المآسي و لا فداحة المصاب

نعم صبر على الجوع والتشرد و النزوح

فقد كل شئ ولكنه كان حريصاً على العلم

وهناك قصص سيسطرها التاريخ بإنتهاء هذه الملحمة الوطنية الخالدة التى لن تقل بأي حال من الأحوال عن معركة الكرامة

يا سلااااام ….

ايها الشعب النببل كنت معلماً للشعوب و ستظل مُعلماً

كلٌ جاد بما يملك رسميين وشعبيين

المال ، الطعام ، الترحيل ، الدعم بكل أنواعه

كُلّه كُلّه

 تجمع داخل بوتقة الإمتحانات

فما أعظمك من شعب وما أنبلكِ من أمه !

أتحدى أن يذهب أحدكم أينما كان وليذهب لأي مركز إمتحانات و ليمكث فقط حتى خروج الطلاب وليشاهد بأم عينية ما الذي أُعد لهم خارج القاعة من أطعمة وعصائر ومن أتي بها؟

إذا كان هذاً بعضاً مما حدث خلال اليومين الماضيين من عُمر ملحمة الإمتحانات بداخل السودان فماذا عن مراكز الخارج ؟

وزارة الخارجية وعبر بعثاتها و وزيرها كانت هناك تنتظر الطلاب ولك أن تتصور كل أجراس تُقرع بالداخل والخارج و في وقتٍ واحد مع فوارق التوقيت !!!

البرهان يقرع من سواكن

وزير الخارجية من القاهرة والسفراء كُلّهم كُلّهم

السعودية ،. الأمارات ، سلطنة عمان ، ماليزيا ، ليبيا ، يوغندا ، أثيوبيا وقس على ذلك

أما تستحق هذه الخطوة التأمل والإشادة !

سُفراء يتفقدون الإمتحانات

رسالة بليغة للخارج من يُعادي السودان

 بأننا كما قال الشاعر السعودي أحمد محمد حلواني إبن غادة البحر الأحمر (القُنفُذة)

والمُلقّب ب (مُتنبي العصر) عن السودانيين في قصيدته الشهيرة التي جاءت في (٦٤) بيتاً بعنوان

*فديتُ أرضكِ يا السودان*

يقول مطلعُها ….

*طاف الخيال على أرضٍ من الذهبِ*

*فصُغُتُ قافية للعُجم والعربِ*

*مفادُها أنني في دولةٍ سبقت*

*في العِلمِ والفنِ والآثارِ والأدبِ*

ثم يقول في مقطع آخر

*فإن أتيتَ الى الخُرطُوم في شغفٍ*

*رأيتُ فيها العُلا يسمو على الشُهبِ*

*فالنيلُ فيها يسُر العينُ منظرهُ*

*ونهضة العلمِ والتعليم لم تغبِ*

*تسْمُو الفضائل في السودان شامخةً*

*كما سَمَت من جمال الرُوحِ لا الحسبِ*

*فأهلُها أهل جودٍ ما له مَثلٌ*

*و نارهُم تشتكي من كثرة الحطبِ*

*يا دولةً سطّرت أمجادُها شرفاً*

*بالعِزِّ و الدين والاخلاق لا النسبِ*

*هُم أهلُ جودٍ وأخلاقٍ ومكرمةٍ*

*وأهلُ صدقٍ وأهلُ الدينِ والأدبِ*

والقصيدة طويلة و رائعة وصادقة وأتمنى أن أجد سانحة لنشرها كاملة وهي متاحة عبر محرك البحث (قوقل) فقط أكتب *فديتُ أرضك يا السودان*

 وهي تُجسِّد معنى *إذا أردت أن تعرف قدر نفسك فانظر لما يكتبه الآخرون عنك*

*إشادة خاصة ….*

لسفارتنا بالرياض ولرُبانها سعادة السفير دفع الله الحاج ولنائبه السفير محمد الباهي وللقنصل العام سعادة المستشار مصطفي الحسين

ومبعث الإشادة هو

*(قون المُغربية)*

الذي أحرزوه

فالذي حدث كان كافياً أن يعصف بمستقبل أبنائنا وبناتنا الطلاب ولكنها العزيمة التي لا تعرف المُستحيل

فقد إعتذرت جامعة المعرفة شمال غربي الرياض عن إحتضان مركز الإمتحانات قبل يومين فقط من البدء

(لعله كان الأربعاء) !

فتحركت البعثه و أوجدت البديل في زمن قياسي

 وأعلنت عنه اليوم التالي (الخميس) عبر موقعها وعبر كافة الوسائط و أتاحت فرصة يوم الجمعة مفتوحاً للطلاب و ذويهم لزيارة المقر الجديد والتعرف عليه فعبر طلابنا بأمان و الحمدُ لله

هذه واحده ولعل سفر هذه الملحمة الوطنية ملئ بمثل هذه القصص وعزائم الرجال و من خلفها إرادة هذه الأمة ….

*أهلي بالسودان أينما كُنتُم*

*سفراؤنا بالخارج أينما كُنتُم*

لن نشكركم فالشكر للغريب وأنتم لم تفعلوا إلا الواجب حيال وطنكم وأهليكم

ولكن (عليّ الطلاق) …..

*(الحاجة السمحة بتعجب*

*و بتهوِّش*

*و بتبكِيِّ*

وهاكم بيت شعر لجدنا الشاعر عبد الله ود الطيب

(رحمه الله) الذي قاله في حق مُحافظ الجزيرة يومها المرحوم أبو القاسم هاشم عندما شرّف قريتنا

قال له في ختام القصيدة

*البلد بلدك*

*كان عمّرتُو كان خلّيتُو*

*والزول بِشكُرو*

*كان سوّا السّمِح في بيتو*

الأثنين ٣٠/ديسمبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى