كلمة ونص سبناشعبان تكتب : الشائعات والسلوكيات السلبية تهدد نزاهة امتحانات
تعتبر الشائعات من أكثر العوامل التي تؤثر سلبًا على سير العملية التعليمية في السودان، خاصة في فترة امتحانات الشهادة السودانية التي تمثل مرحلة حاسمة في حياة الطلاب. هذه الشائعات، التي تتنوع بين تسريب الأسئلة، وتغيير مواعيد الامتحانات، وأحيانًا التشكيك في نزاهة العملية الامتحانية، تترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الطلاب، وتزيد من القلق والتوتر الذي يعيق قدرتهم على التركيز والاستعداد الجيد. ويتأثر الطلاب بشكل مباشر بالشائعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل. يتسبب ذلك في زيادة القلق، والخوف من المستقبل، وشعور بعدم الثقة في النظام التعليمي. عندما يسمع الطالب أن الأسئلة قد تكون مسربة أو أن هناك مخالفات في المراكز الامتحانية، يتزعزع إيمانه بعدالة الامتحان، مما قد يدفعه للتفكير بأن الجهد المبذول في التحضير قد يكون بلا جدوى.
كما نجد ان السلوكيات التي تزيد من تفاقم المشكلة هي التصرفات غير المسؤولة داخل المراكز الامتحانية، خاصة في بعض المراكز الخارجية. تشمل هذه السلوكيات فك المراقبة داخل قاعات الامتحان، السماح باستخدام الهواتف المحمولة، وتصوير أوراق الامتحان ونشرها على الإنترنت. هذه الممارسات لا تؤثر فقط على نزاهة العملية الامتحانية، بل تزرع في نفوس الطلاب شعورًا بالإحباط، حيث يرون أن البعض قد يلجأ للغش أو يتلقى معاملة استثنائية على حساب العدالة.
وعندما تنتشر هذه السلوكيات، يصعب على الطلاب المتفوقين قبول أن الجهد والاجتهاد هما السبيل الوحيد للنجاح. ويتحول الأمر إلى أزمة ثقة في النظام التعليمي بأكمله، مما يؤثر على سمعة الشهادة السودانية ويضعف من قيمة التعليم في أعين الطلاب وأسرهم.وبالتالي قد يؤثر ذلك في مستوي الثقة في التعليم.
ومن الضروري التصدي للشائعات والسلوكيات السلبية
لمواجهة هذه التحديات، ويجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات صارمة لمنع انتشار الشائعات، وتوعية الطلاب وأولياء الأمور بخطورتها. كما ينبغي تعزيز الرقابة داخل المراكز الامتحانية، خاصة الخارجية منها، لضمان الالتزام باللوائح والقوانين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن توظيف التكنولوجيا بشكل إيجابي يمكن أن يساعد في محاربة الشائعات وتعزيز الشفافية. على سبيل المثال، يمكن إنشاء منصات رسمية تتيح للطلاب وأسرهم الحصول على معلومات دقيقة حول الامتحانات، مما يقلل من الاعتماد على مصادر غير موثوقة
ومعروف لدي الجميع ان امتحانات الشهادة السودانية ليست مجرد اختبار أكاديمي، بل هي تجربة تشكل شخصية الطالب وتحدد مستقبله. لذلك، يجب أن نعمل جميعًا – كأفراد ومؤسسات – لضمان نزاهتها وعدالتها، ومحاربة كل ما يهدد هذه القيم. التصدي للشائعات والسلوكيات السلبية هو مسؤولية جماعية تضمن بيئة تعليمية صحية ومجتمعًا متقدمًا.