صبري محمد علي : *أحمد يوسف التاي الرجل الذي أعرِف*
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
قرأت قبل قليل بموقع (صوت السودان) خبراً يقول أن رئيس تحرير الموقع الأستاذ والصديق
*أحمد يوسف التاي* قد تم إعتقالة صباح اليوم من قِبل سُلطات مدينة (الدندر) وقد تم ترحيله لمدينة (سنجة) عاصمة ولاية سنار
وطالب الموقع بإطلاق سراح التاي مُذكِّراً بأن أي قضية يجب ان يكون محلها القضاء في ظل الوضع الراهن والسودان يخوض معركة الكرامة والشرف .
وأضم صوتي لهيئة تحرير (صوت السودان) فليس مثل الأستاذ التاي من يُشكك في وطنيته ودعمه للقوات المسلحة وليس مثله من يهاب السجون والحراسات فقد خبر دروبها وعلى تعاقب الحكومات
أستاذ التاي الذي أعرف عن قرب وأعرف مواقفة الشجاعة ضد كل ما يراه ليس صواباً
فما كان يلجأ لأنصاف الكلمات ولا لأنصاف الجُمل ولا العبارات اللّزقة ولا التورية
بل كان يصدح بما يرى بلا لجّلجة ولا خوف
وفي سبيل ذلك أصابه ما أصابه من الترغيب والترهيب ومحاولات الإستقطاب من قبل مخابرات سفارات دول أجنبية عرضت عليه المن والسلوى ولكنه تمنّع وأبي ورفض أن يبيع وطنه بعرض زائل
التاي ….
إن خاصمك خاصمك في وجهك و بشجاعة و إن خالف رأيك رأيه لا يضيره الخلاف و يُبقي على حبال الود مهما كان الأمر مغضباً و مُستفزاً له
فإنه لن يخسر صديقاً
عندما كان رئيساً لتحرير (الإنتباهة) دار بيننا الكثير من التواصل والطُرف والنقاشات العميقة
أعرف جيداً أننا نكتب على طرفي نقيض في الرأي السياسي والتوجه لكنه لم يحجب لي مقالاً واحداً عن النشر
فأحببته لصدقه وثباته على ما يؤمن به
أذكر ذات مرة كتبتُ مقالاً إنتقدته فيه لرأي ما أبداه وبعد أن دفعت بالمقال له كرئيس للتحرير
فكأنما ……
إنتابني شئٌ من تأنيب الضمير والمراجعة وأحسست بأنني قد أغلظت عليه النقد بمعنى
(عصرت عليهو شوية)
فكتبت له مُترجياً أن لا ينشر المقال وشرحت له مسوغاتي فكتب لي قائلاً ….
(عليّ الطلاق المقال يُنشر بكرة وعليّ الطلاق لن يُحذف منه حرفاً وحداً)
وقد كان ….!
وكان بإمكانه أن لا ينشره بحكم مهامة التحريرية
ود التاي عندما عارض الإنقاذ خلال الملف الأشهر يومها (الأوقاف) لم ينكسر ليقينه بما يؤمن به من فساد
لربما توقيفه اليوم هو بعضاً من إختلاف الرأي على آداء حكومة سنار أو محلية الدندر أو لربما قضية نشر أخرى ولكنها قطعاً ليس قضية أخلاقية ولا إختلاس ولا هتك عرض ولاخيانة ولا طعن في ظهر القوات المُسلّحة
فالأستاذ أحمد يوسف التاي ومنذ إندلاع هذا التمرد أمسك بخطام قلمة وكبّر وتحوقل وتحسبن لأجل الوطن
أُخرج من دياره مع أهله و عشيرته عانى النزوح لست محطات إنتهت به بالقضارف ولم يضع القلم رغم الفاقة والوهن وتشتت الذهن
لكنه ظل شامخاً كعهدنا به
*أفمثل هذا يُعتقل؟*
نعم لسيادة القانون وهيبة الدولة ولكن بعيداً عن الجرجرة وعبارة (وقف أمامي ….) لتستكمل الجملة عبر التحري القادم
فكل الأقلام يا صديقي تقول لكم …….
إنتا خويا
وإنتا بويا
وإنت كنزي المُدّخر
الله لا شمّت عليك
شرّك مقسّم في الشدر
#الحرية_لود_التاي
أمسية السبت
٢٨/ديسمبر ٢٠٢٤م