*خبر وتحليل.. عمار العركي: تصريحات شيخ عبد الحي وغياب الوعي*
▪️تصريحات الشيخ عبد الحي يوسف وغيرها من التصريحات السابقة التي يتم تصميمها بفخ إيحائي مخابراتي فائق الدقة بحيث لا يحس أو يشعر به الشخص الذي اطلق التصريح ، ناهيك عن اكتشاف الفخ ، تصريحات مخابراتية مباشرة كانت أم إيحائية بلا وعي ، يتم تصميمها وإعدادها وتلقينها بأسلوب احترافي يجعلنا نشارك في الإعداد والإخراج والتنفيذ بلا وعي، ودون الاتعاظ والاستفادة من عيوب التصريحات السابقة وأفرزاتها السالبة ، والثمن الباهظ المدفوع مقابلها :
1) منذ بداية الحرب ، أصبحت تصريحات بعض الشخصيات محط أنظار كثيرة وإلهاء أكثر ، أبرزها تصريحات الشيخ عبد الحي يوسف، المُقيم في تركيا ، التي أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى لحظة كتابة هذا المقال.
2) هؤلاء الأشخاص لا يقتصر دورهم على إطلاق الكلمات المؤججة فقط، بل يشكلون جزءاً من استراتيجية أوسع، تستهدف إشغال الناس عن الواقع المعقد والمعركة الحقيقية التي يجب خوضها، هي معركة استعادة الوطن وحمايته من الفوضى والانقسام.
3) الهدف من هذه التصريحات هو الإلهاء والإنشغال بالحروب الجانبية والجدالات السياسية والفكرية والعقائدية، التي تفرغ الطاقات من التركيز على المواجهات الحقيقية. كما أنها تضفي شرعية لأجندة خارجية تساهم في زعزعة استقرار البلاد، من خلال محاولة خلق حالة من الانقسام السياسي والشعبي.
4) لابد من التفريق بين نوعين من التصريحات: التصريحات الموجهة والمستمدة من قبل أطراف تهدف إلى استغلال الأوضاع الداخلية لتمرير أجندة خارجية أو لتحقيق مكاسب سياسية، وبين التصريحات التي يطلقها البعض عن غير وعي ولا يدركون عواقبها، فيقعون فريسة سهلة في يد العدو المتربص.
5) أما النوع الأول ، فهي التصريحات التي تُعد وتُصاغ بعناية من قبل جهات معينة، مدفوعةً بأهداف استراتيجية واضحة. هؤلاء يعرفون تماماً ما يفعلون، ويشرفون على الخطاب الذي يتم ترويجه بعناية فائقة لضمان تأثيره على الجبهة الداخلية، بهدف إضعاف وحدة الشعب السوداني وتشتيت اهتمامه عن معركته الحقيقية.
6) هؤلاء يختارون كلماتهم بعناية، ويعلمون جيداً أن ما يقوله الشيخ عبد الحي وآخرون قد يصبح أداة في يد العدو، يزيد من الصراع والتشظي الداخلي، ويسهم في خلق حالة من الانقسام لا تخدم سوى المتربصين.
7) أما النوع الثاني من التصريحات، فهي تلك التي يطلقها بعض الأفراد الذين قد يظنون أنهم يؤدون دوراً محقاً أو يسعون للدفاع عن فكرة ما، دون أن يدركوا عواقب كلماتهم. هؤلاء قد يصرحون بحرية، معتقدين أنهم يعبرون عن رأيهم الشخصي أو يستجيبون لظرف سياسي معين، ولكنهم يغفلون عن حقيقة أن تصريحاتهم قد تُستغل من قبل جهات معادية. هؤلاء ليسوا بالضرورة جزءاً من مؤامرة منظمة، لكنهم ينتهي بهم الأمر ليكونوا أدوات في يد المتربصين بوطنهم، وقد يقعوا في فخ الأعداء من دون وعي.
8) إن الخطورة تكمن في أن الشعب السوداني قد يلتبس عليه الأمر بين التصريحات المتعمدة والموجهة، وتلك التي تصدر عن غير قصد، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الوحدة الوطنية. التصريحات التي تركز على شخص الرئيس البرهان أو على القوات المسلحة، قد تكون نتيجة لحسابات شخصية ضيقة أو لخلافات سياسية، ولكن استخدامها في الوقت الراهن يساهم في تضخيم الانقسامات وتدمير الثقة بين مكونات المجتمع السوداني.
9) الوعي الجماعي هو خط الدفاع الأول في هذه المرحلة. يجب أن نكون حذرين من أن ننجرف وراء تصريحات قد تكون مخططاً لها بعناية لتفكيك الجبهة الداخلية. وفي نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين من التصريحات التي قد تصدر عن أفراد غير مدركين لخطورة كلماتهم، والذين دون قصد قد يصبحون أدوات في يد من يسعى لتدمير وطننا.
10) ما نحتاجه الآن هو تكاتف الجهود والتوجه نحو حل الأزمات الحقيقية، بدلاً من الانشغال بالجدالات الهامشية التي لا تجلب سوى المزيد من التوتر والصراع. فالخطاب السياسي يجب أن يكون عقلانياً ومدروساً، ويجب أن ندرك جميعًا أن الوحدة الوطنية هي الأساس في مواجهة التحديات المقبلة.
▪️خلاصة القول ومنتهاه:
▪️الوعي الوطني هو السلاح الأقوى في هذه المرحلة الحاسمة. علينا أن نكون يقظين أمام التصريحات الموجهة بعناية، وأن نميز بين من يطلقون الكلمات عن قصد لتحقيق أهداف معينة، وبين من يتحدثون بدون وعي ويقعون فريسة في يد من يسعى لتدمير وطننا.
▪️المطلوب اليوم هو أن نتكاتف جميعاً وراء هدف واحد: الحفاظ على وحدة الوطن، وعدم الانجرار وراء الفتن التي تهدد نسيجنا الاجتماعي والسياسي. الوحدة الوطنية هي الخط الدفاعي الأول، ولا مكان الآن للانقسامات أو للصراعات الجانبية التي قد تفتح أبواب الخراب.