صبري محمد علي: *ولكن ماذا عن عقار و عثمان؟*(١-٢)
ظلت حركة الإبدال والإحلال التي تطال وزراء الحكومة بطيئة مقارنة مع تسارع إيقاع المعاناة التي يعانيها قطاع عريض من المواطنين جراء النزوح والتشرد وضعف الخدمات وإنعدام الغذاء والدواء وهذا بلا شك يحتاج لحكومة نشطة و مُبتكرة وخفيفة الحركة مُتوقدة الذهن ليتفرغ الجيش لمهمته المقدسة
التعديلات الأخيرة بالخارجية والإعلام والأوقاف وما سبقها تجعلنا تنسآءل
*ماذا عن الرؤوس الكبيرة*
السيد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة والأستاذ عثمان حسين رئيس الوزراء المكلّف .
أما كان يجب أن يُسأل الرجلين عن أداء مرؤسيهما من الوزراء و مُدراء الهيئات والمؤسسات الحكومية قبل أن يُعمل رئيس مجلس السيادة الفأس وسط الوزراء
*هل للسيد عقار حضور في مقام نائب رئيس دولة؟*
وهل للأستاذ عثمان حسين خُطط ومتابعة لأداء وزرائه أم ان كلاهما
*فاقدٍ للأهلية القيادية*
(برأيي) أنهما كذلك
أعتقد أن السيد عقار لم يكن يوماً رجل دولة
وما إضطّر السيد البرهان لتعيينه إلا ليتفرغ لقيادة المعركة ولأنه (أي السيد عقار) كان أفضل الخيارات في ذلك الوقت
حجر وقد تمرّد
حميدتي وقد قاد التمرد جبريل ظل مُحايداً لوقت قريب و مناوي كذلك !
بينما أعلن السيد عقار وقوف قواته مع الجيش منذ إندلاع التمرد وهذا ما يُحسب للسيد عقار ولكن لا يُؤهله ذلك ليكون الرجل الثاني بالدولة
مُعادلة مُختلّة الطرفين وموقف ضبابي وأحداث مُتسارعة تحتاج لسرعة إتخاذ قرار .
*ولو كنت محل البرهان يومها لأتيت بالسيد مصطفى تمبور نائباً لي بلا تردد*
السيد عقار ظل يُدير الكرسي عبر رسائل (الواتساب) من داخل (جوبا) لفترة ليس بالقصيرة قبل أن يعود للعاصمة المؤقته بورتسودان
لم يكن له حضور خارجي سوى زيارته لروسيا التي لم تثمر شيئاً وبعض الجولات الأفريقية لأصدقائه القدامى عندما كان متمرداً ضد الدولة أيضاً بلا إحراز أي إختراق في تحسين ملف علاقاتنا مع كينيا وأثيوبيا و يوغندا بل وحتي جنوب السودان مع صديقه الحميم (سلفا) لم يُحرز تقدماً
برأيي أن …..
أول إمتحان داخلي رسب فيه السيد (عقار) هو بدايات تخلُق المقاومة الشعبية حين وصفها بالغضب الشعبي وأنهم في الدولة إنما يديرون هذا الغضب مما أوجد حالة من الإستهجان وسط قطاعات عريضة من الشعب المتسابق نحو ميادين التدريب
*السيد مالك ثقيل الحركة*
لم يُحاول …..
دعك من أن ينجح في إستنهاض الجهد الشعبي الداخلي لدعم الدولة والجيش لتجاوز هذه المحنة الخطوة التي كان بإمكانها أغلاق باباً واسعاً من الإستهداف الخارجي عبر بوابة العون الإنساني
فكل الذي حدث أن تم تعيين مسؤولة بالحركة الشعبية (جناح عقار) الأستاذة سلوى آدم مفوضاً للعون الإنساني بالسودان قبل تقع (كارثة) مؤتمر (جنيف) لتكون سلوى من أوائل الحضور و في بيان بتوقيع رئيس الحركة السيد عقار يومها أكد فيه مشاركتها بإسم الحركة
*فأين رجل الدولة اللاّ حزبي هُنا؟*
لم تُسجّل للسيد عقار أي زيارة لزعماء القبائل و العشائر وسادات الطرق الصوفية وكيانات المرأة والشباب بالولايات الآمنه يحثُ فيها على فضيلك البذل والإنفاق ومساندة الجيش ولم يتفقد معسمرات النزوح حتى يومنا هذا كما يفعل رئيسة البرهان!
بل ظل داخل مدينة بورتسودان يستقبل من جاءه زائراً ليطير بالخبر بعض الإعلام المحدود حول الرجل يُبشر بالزيارة ونتائجها !!
*أهكذا تُدار الدولة ؟*
لم يكتفي السيد عقار بذلك بل وجدت فيه بعض كيانات اليسار ضالتها المنشُودة فأصبحت (تُفصّل) له مناسبات علي مقاسة و تترك له الحبل على غارب (المايكرفون) يُنظِّر ويُشرِّع و يبذل نصائح مجانية ذات طابع يساري ملحوظ .
*أذكر أنه ..*
دُعى ذات مرة لإفتتاح أو تدشين إسكان للصحفيات النازحات بمدينة بورتسودان ! وبغض النظر عن أهمية المناسبة فهو الرجل الثاني ومن حقه إجابة الدعوة
ولكنه إنحرف عن مضمون المناسبة الى مطالبة الإعلاميين عموماً بإعادة كتابة تاريخ السودان الحديث والتركيز على البعد الأفريقي و البعد به عن إنتمائه العربي !
وهنا (برأيي) كشف السيد عقار القناع عن أفكاره من حيث يدري أو لا يدري ونسى أو تناسى أنه الرجل الثاني الذي يجب أن يكُون وفاقياً لا أن يدعو لإنتزاع (٩٨٪) من مواطنية عن عمقهم العربي والإسلامي
ولربما أن السيد عقار لا يقرأ التاريخ جيداً وإلا فلو زار المتحف القومي يوماً واحد لعلم عمق الجذور الأفريقية للسودان
و لإطمأن أن لا وجود لتمثال للقائد عبد الله إبن أبي السرح داخل المتحف .
*موقف آخر*
وسبق أن كتبنا عنه وهو رعايته لفعالية شبابية يسارية مؤخراً هي واجهة لتقزم وتقدم وقحت الثالثة الأخرى ألبسها من النعوت والصفات مما يُفهم منه أنها صفوة شباب السودان المناط بهم مرحلة ما بعد الحرب ونسى السيد عقار أن الشباب الذين يجب أن يقودوا طلائع البناء هم القابضون على الزناد يزاحمون القوات المسلحة والقوات المشتركة بالأكتاف والرُكب لم يتذوقوا أسماك بورتسودان منذ قرابة العامين وزيادة
لا تُضيرهم لقاءآت بورتسودان وحفلاتها وأضوائه
*أتوقع قريباً و قريباً جداً*
أن تقتضى المصلحة العامة مُغادرة هذا الرجل بكل هدوء وحسب ما أعلمه عن السيد عقار أنه ليس من ذمرة (المكنكشين) وعشاق الكراسي و ما أجلسه على هذا الكُرسي إلا طلب القيادة ونزولاً عند رغبة الفريق البرهان تقديراً للظرف الراهن آنذاك
ولكن بلا شك السيد (عقار) رجل آيدلوجي غارق داخل أتون الفكر الماركسي وهو رجل مُفكر ومُستنير يمكن أن يقود حركة
ولكن ليس بإمكانه إدارة المكتب الثاني لجمهورية السودان .
*مرحلة ما بعد الحرب*
تحتاج لرجل وفاقي يسمو بالوطن فوق جراحات الإنتقام و ضيق الصدور ولا أظن مالكاً يملكها .
*تابعوني غداً بإذن الله مع السيد رئيس الوزراء المكلّف عثمان حسين وما (بصدقكم ده حبيبي الروح بالروح)*
الأربعاء ٢٠/نوفمبر ٢٠٢٤م