أعمدة

صبري محمد علي: الى الإعيسر إقرأ هذا المقال قبل أن تجلس على الكُرسي

إستقبل اليوم رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وزير الثقافة والإعلام (المكلف) الجديد الأستاذ خالد الإعيسر وصرح في ما صرح السيد الوزير عقب اللقاء بأنه تلقى من السيد رئيس مجلس السيادة موجهات للعمل بها

أولاً أتقدم بالتهنئة للسيد الوزير داعياً له بالعون والسند

وليسمعها مني صادقة

نعم تقتضي التراتبية أن تستمع للموجهات و ستستمع لرئيس الوزراء الملكف بحكم الهيكلة ولكن تأكد أنهما قد لا يُدركان عن الإعلام إلا كعلمي أنا بتخصص الجراحة

 فإياك إياك أن تبتل بماء (الرئيس عاوز شنو) لتسبح بحمد الركب كما الآخرين

وأقولها لك بصدق أسمع و(غربل) و زن ونفذ ما تطمئن اليه نفسك ويخدم شعبك فليس مثلك من يحدثوه عن المؤامرة فقد شهد لك العالم أجمع مُنافحاً مُخلصاً و وطنياً غيوراً

قبل أربعة أيام أجريتُ لقاءاً مُبسطاً عبر (الهاتف) مع البروف على شمو عن الراهن الإعلامي

فحدثني عنكم كلاماً طيباً مُشيداً بكم وبشجاعتكم وحضور البديهة

و وعدني الرجل أنه سيهاتفكم للتهنئة و (الونسة) على حد تعبيره

 كانت حصيلة لقائي معه هي خارطة طريق (برأيي) لما يجب أن يكون عليه الإعلام

وسأعيد نشر اللقاء مُتمنياً أن تضطلعوا عليه قبل تجلس على كرسي الوزارة وقبل أن يزدحم وقتكم بإستقبال (الصِفيقة) من زملاء القلم والمصالح

فإلى ما قاله بروف شمو عنكم وعن الإعلام .

*(١٧) دقيقة مع (البروف) علي شمو وهذا ما قاله عن الإعلام*

بقلم/صبري محمد علي

قبل يومين أرسلت رسالتين مُنفصلتين لكلٍ من (البروف) علي محمد شمو وزير الإعلام الأسبق و الأب الروحي للإعلام السوداني وأحد قامات الإعلام العربي المشهود لهم بالريادة وتأسيس مواعين الإعلام في كثير من الدول

 والرسالة الأخرى كانت للأستاذ المُذيع المُخضرم أيوب صديق وما أدراك ما أيوب صديق و (البي بي سي) *وإليكُمُوها*

 مُفصّلةً من لندن بصوته الفخيم

كان فحوى الرسالتين هو إلتماس الكتابة أو التسجيل لهذا الوطن في هذا الظرف المفصلي من تاريخه

لما للرجلين من ثقل إعلامي وكلمة مسموعة وتحديداً طلبت منهما أن يُوجها رسائلهُما للقائمين على أمر الإعلام في بلادنا

أما *الأستاذ أيوب* فقد وعدني بالكتابة قريباً مقالأ أو لربما قصيدة .

و *أما البروف شمو*

فقد تفضل بتطويق عنقي برسالة صوتية تجاوزت ال (١٧) دقيقة كانت رسالة مُؤثرة صوتاً و مضموناً

شكرني أولاً وأمْن على موضوعية طرحي وذكر لي أنه مُستمع جيد و مُتابع وقارئ لبعض الكُتّاب ومنهم شخصي

(قلادة أخري أشكر عليها البروف شمو)

ولكنه إعتذر عن الكتابة أو التسجيل نظراً لتقدم السن وللحالة البدنية وضعف التركيز الذهني الذي يعيشه والذي قال إنه قد يفتح عليه نافذة من الإتصالات و النقاشات لربما لا يملك لها الحضور والمقدرة الذهنية للرد عليها

ولكنه رغماً عن ذلك فقد أبدى رأيه وملحوظات مُهمه رأيتُ أن لا تقف عندي ومن حق الإعلام أن يعلمها كونها تمثل خارطة طريق للخروج من مأزق الإعلام الذي نعيشه

قال لي و بدلاً عن الكتابة أو التسجيل …..

فإنه سيتصل بوزير الإعلام الجديد الأستاذ الإعيسر لتهنئته أولاً ثم (للونسة معاهو)

 هكذا قالها

و سأقول له ذات الكلام الذي أقوله لك الآن واصفاً السيد خالد الإعيسر بأنه سريع البديهة وقوي في المواجهات و ذو خبرة واسعه للتواصل مع الإعلام الغربي والمعارضة

ثم أتبع شمو قائلاً ….

لو إستشاروني لما قبلتُ بعودة الإعيسر من (لندن) الى الخرطوم بل كُنتُ سأفتح له (سنتر) بلندن و أدعمه ليواصل دفاعه عن الوطن فذلك أنفع

*اخبار مُخجلة*

يقول لي….

الوزارة يا باشمهندس تحتاج لعملية(reconstrution) فالوزارة فقدت الكثير وتحتاج لوقفة وإهتمام كبير

خُذ مثلاً الشريط الإخباري بالتلفزيون القومي أخبار يتجاوزها الحدث وتظل تُعرض ليومين أو ثلاثة ولعِدّة مرات خلال اليوم الواحد .

المسؤول الفلاني سافر لحضور كذا و يظل هذ الشريط يحمل ذات الخبر حتى بعد عودة هذا المسؤول !!

وتمنى على مدير التلفزيون أن يتابع ذلك بنفسه .

و قال …..

عندما كُنتُ وزيراِ للإعلام كُنتُ أحرص على مُتابعة نشرات الأخبار والبرامج السياسية ولا أتردد أبداً في التدخل إذا رأيت ذلك ضرورياً و بعض الأحيان يحدث ذلك عبر (تلفون) السيارة إن كنتُ في حالة سفر مثلاً ولا أُهمِل المتابعة مهما كانت الظروف

*أشار أيضاً الى ….*

 مسألة تكرار الالقاب عقب ذكر إسم الشخص كالفريق أول ركن مهندس (مش عارف مين) هكذا قالها لي

 أما كان من الأوفق الإكتفاء بذكر الإسم مُجرداً كما فعل صلاح سالم عقب الثورة المصرية عام (٥٢) الغى ذكر وكتابة الالقاب عقب الأسماء فكانت الاخبار تُنشر في قالب مُختصر و شامل و يُؤدي الغرض

يرى البروف شُمّو ….

أن أزمة الإعلام تكمن في عدم سُرعة نشر الخبر و تمليكه للرأي العام وعدم تحديثه إن طرأت عليه مُستجدات

الشئ الذي أحدث حالة من (التوهان) لدى المُتلقي !

و يرى ضرورة الإلتفات لهذه النُقطة المُهمة

أيضاً تحدث عن عن تكرار البرامج المُتأثرة بالزمن فيظل يُعاد البرنامج في حين أن هُناك أحداث أخرى تُستجد على مدار الساعة و لا تجد حظها من النشر

ذكر لي ….

أن القناة القومية تُجري لقاءآت مع أناس لا قيمة لهم و تبذل عليهم من الألقاب ما ليس هُم ببالغيها

والأدهى من ذلك أنهم يُؤتى بهم كمُصلحين أو مُحللين و ناصحين للناس !

وهناك فرق كبير ….

أن تاتِي بمُحلل فهذا يُشترط فيه التخصصية والإلمام بالموضوع المُراد الحديث عنه أما المُعلِّق فأي شخص بإمكانه التعليق فهؤلاء الضيوف

 لا هذا ولا ذاك!

أكد لي (بروف شُمّو) أن سلاح الإعلام هو أمضى سلاح للدفاع عن الأوطان ولكنه مُضطهد في نظر الكثيرين من حيث التمويل وتوفير المُعينات وضرب لي مثلاً ببرامج بعض القنوات كقناة (الجزيرة) مثلاً فلربما ميزانية برنامج واحد تُعادل ميزانية عام كامل لقنوات أخرى !

قال لي أنتُم ككُتّاب بالساحة الإعلامية عليكم أن تتبنوا رؤية شاملة لإعادة الوزارة الى سابق عهدها و النهوض بالإعلام عموماً

*أخذ نفساً عميقاً ثم قال*

 يا صبري يا إبني

 إسألوهم ….

أين هيكلة الوزارة؟

أين قسم الإعلام الخارجي؟

أين الشبكات؟

أين المُراسلين الحربيين؟

*قال لي وكأنما تذكر شيئاً كان يبحث عنه …*

هُناك بعض الناس إقترحوا تكوين مجلس إستشاري لوزير الإعلام يتكون من ثلاثة أشخاص شخصي أحدهم .

شكرهم (البروف شمو) ثم قال في نبرة أحسست بها شيئاً من الحُزن

 إن هؤلاء لا يعرفون حالة ضعف القوة الذهنية لرجل في مثل سني فقد تجاوزنا كل مراحل العطاء الوطني والحمد لله

  *سألتُ (البروف)*

 إن كان يرى ضرورة الظهور الإعلامي الحكومي أو العسكري بصورة راتبة ويومية

فقال….

بل وكل (١٢) ساعة في مثل ظرفنا الحالي فما المانع؟

وأضاف أن هُناك مُشكلة تواصل نعاني منها بين (الميديا) والإعلام العسكري والرسمي

 وهذا أقصر الطُرق لنفي الشائعات وتمليك المعلومة الصحيحة للرأي العام

فمثلاً ….

(والحديث ما زال للبروف)

الناطق الرسمي لوزارة الخارجية و وزارة الدفاع و وزارة الإعلام يعقدون منابر يوميه موجزة

( daily breifing)

 و يُكتفي بالإجابة على سؤال سؤالين ثم تنسحب كما شاهدنا ذلك في (عاصفة الحزم) مثلاً أو كما هو معمُولٌ به في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أو البيت الأبيض !

الآن لو سالتني عن الذي يحدث بشرق الجزيرة مثلاً لربما تجدني غير مُتخّيل ومُلم لما يحدُث بالتفصيل وذلك لغياب المعلومة الرسمية من الدولة .

وبالمناسبة يا إبني أستاذ (العيكورة)

 ليس بالضرورة أن نأتي بذات النمط لمنصات الآخرين فبإمكاننا ان نُصمم لقاء يومي ببورتسودان مثلاً وكل يوم يأتي مُتحدث واحد بالتناوب سواءاً كانت الخارجية أو الإعلام أو الدفاع بشرط أن يكون مُلِماً بآخر المُستجدات و هذا من شأنه أن يُمثل قناة إتصال يومي لتجديد الأخبار وتحديثها وستقضي على الكم الهائل من الشائعات المُتداولة ،،،،،

*متّع الله البروف علي شمو بموفور الصحة والعافية وأطال في عمره* .

*شكراً (بروف) فقد إزددت بكم شرفاً وأسعدتني كثيراً*

الإثنين ١٨/نوفمبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى