أعمدة

صبري محمد علي: *ولماذا تظل الجزيرة هي الحائط الأقصر يا بُرهان؟*

أمسكتُ قلمي كثيراً عن توجيه لومٍ لقواتنا المسلحة وفي أحلك الظروف يوم أن ولغ الناس في كل ما يخُصُ القوات المسلحة بإعتبار أنه شأنٌ عسكريٌ له أهله ورجاله الشوامخ بعظم هذه المؤسسة العريقة

 وإكتفينا في الكثير من المُساجلات مع الزملاء والأحباب بالتأييد المطلق لقيادة القوات المسلحة

 وكل سؤال سلبي كان يصلنا وإن كان مشروعاً ألجمناه تحت جملة

 *للجيش تقديراته*

لكن حقيقة ….

الذي حدث لشرق الجزيرة بُعيد إستسلام (همباتي)

 كيكل قد أوجعني

 بألمٍ لم يترك فينا حُلماً أو بعض صبرٍ

ولم نجد معه حرجاً من أن نخاطب قائد الجيش و والي الجزيرة الغارق في الخيال

*سيدي القائد العام*

جيد جداً أن تُحقق القوات المسلحة هذه الصفقة بإستسلام هذا المتمرد

 وجيد جداً أن تضع الإستخبارات وجهاز المخابرات يدها على هذا الصندوق الأسود

 وممتاز أن يكون كيكل (شاهد ملك) في قضية دعم الأمارات

ولكن ….

أما تعجلتم الإعلان قبل أن ترتبوا البيت من الداخل !!

 ألم تجعلوا من إنسان شرق الجزيرة والجزيرة عموماً وقوداً وحطباً لهذا الإستسلام المنقُوص!

فأين التأمين

 وأين التسليح

 لإنسان الجزيرة

المطيع البسيط (المُؤدلج) بالسمع والطاعة للحكومات المتعاقبة ومنذ الإستقلال

*وُعكت الجزيرة مرتين يا سيدي*

 وما زالت يدكم مغلولة عن مدها بالسلاح الكافي

وُعِكت عندما إستلمها المتمرد كيكل تسليم مفتاح وذاك ملف ما زال مُغلقاً

و وُعِكت عندما إستسلم كيكل

ألم يكن لرجال الإستخبارات و جهاز المخابرات وكل من ساهم

 قراءة للواقع الذي سيترتب على هذا الإستسلام؟

أم كانت شهوة (المايكرفون) هي سيدة الموقف

أم أن الجزيرة ليست ضمن الخارطة حالياً ؟

أم أن دم إنسان الجزيرة هو الأرخص !

فلماذا لم ينهمر التسليح على الجزيرة

أسوةً بولايات الشرق ونهر النيل والشمالية

سؤال يظل حائراً لدى المواطن البسيط

*قد يكون الحديث مُوجعاً* ولكنها الحقيقة يا سيدي

ما تبقى من قري الجزيرة تُنتهك و تُستباح حالياً وأنتم ما ذلتم تحدثونهم عن (فك اللحام) !

يا سيدي ….

وفي ظل هذا الظرف المفصلي من حياة الجزيرة ما ذلتم تبقون علي والٍ مُنتهى مقدراته هي إستقبال الجرحى بمستشفى المناقل و التعزية في الشهداء !

يا سيدي والٍ عجز أن يستأجر منزلاً لسكناه حتى اليوم لهو أعجز من أن يُقدم شيئاً لهذه الولاية

أرجوكم

 *كفى بالجزيرة من حقل تجارب*

 فضلاً آتنا بوالٍ يمنع سفك الدماء لا لينتظرها ليُعزي فيها

يا سيدي ….

هل يُعقل أن يكون رئيس لجنة أمن الولاية رجل (ملكي) خدمي لا تتجاوز خبراته توزيع السكر والدقيق والخطط الإسكانية وإصحاح البيئة

 أن يرأس لجنة أمنية لا يفهم حتي معاني مُفردات خطابها ناهيك أن يعلم إن كان (القرنوف) ذكراً أم أنثى !

 (معقول يا سيدي)؟

*عزيزي إنسان الجزيرة ….*

عذراً فيبدو أنك تدفع ثمن الطاعة للولاة وثمن تحزب أبنائك الذين صار ولاءهم لاحزابهم يفوق ولائهم للأرض ا

و يبدو من هنا فصاعداً

فإن أرض …

*المنجل المركوز*

*على ضهر البلد تِقيات*

وأرض …..

*ومرحب بالترس ناكوسي*

*يدفِق صُرّة البلدات*

تحتاج …..

 لإنسان آخر

 وفهم آخر

 للتعامل مع الحُكام فلا بد للجزيرة من أن تتوحد في بوتقة واحدة جواز مرورها هو الإنتماء لهذه الأرض ميلاداً ونشأة وسكنى و بمختلف تباين عرقياتها و نسيجها الإجتماعي

فلتكن الجزيرة أولاً هي الشعار

ويجب أن يُدرك إنسان الجزيرة من اليوم فصاعداً أنه في حاجة لإقتناء السلاح إن كان مُقنناً فمرحباً بالقانون

وإن تعذر ذلك فليكن خارج القانون أسوة بالآخرين

 فإما أن يسري القانون على الكل أو فليتجاوزه الكل

وليكن شعار المرحلة في كل بيت بالجزيرة

*كلاش واحد لا يكفي*

حفظ الله الجزيرة من كل سُوءٍ و مكرُوة

الخميس ٢٤/أكتوبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى