أعمدة

صبري محمد علي: *عزيزي والي الجزيرة (الدَرِب بي جاي)*

قرأت يوم أمس خبراً يقول أن أهالي محلية (الدٌبّة) يستقبلون محوِّل كهربائي جديد بسعة (١٠٠) ميغا فولت أمبير و هذا من شأنه أن يرفع طاقة المحطة التحويلية بمحليتهم من (٤٠) ميغا الى (١٠٠) ميغا فولت أمبير

 وأشار الخبر الى أهل المحلية وعلى رأسهم المدير التنفيذي وقيادات المحلية يتقدمون بالشكر *لمجلس السيادة* والي الولاية و إلى الوزراء الإتحاديون ذوي الصلة وكل من ساهم في إتمام هذا الإنجاز العظيم وبشّر الخبر المزارعين بالنقلة النوعية الموعودة لهم من إضافة هذا المُحوِّل .

حقيقة بدوري أهني أهلنا بمحلية (الدبّة) ونسأل الله أن يكلل مساعيهم دوماً بالنجاح

و مما إستوقفني في هذا

 الخبر هو عدة أسئلة تبدو بديهية للقارئ منها ….

*تُرى هل مجلس السيادة أو الوزراء المعنيون هم من بادروا من تلقاء أنفسهم بإتمام إجراءآت هذا الطلب من تصاديق إدارية ومالية*

 *أم أن هناك من طالب وسافر و سهر من أهالي المحلية من الرسميين والشعبيين نحو بورتسودان مجيئة وذهاباً حتى تم هذا الأمر؟*

وغيره من الخدمات الضرورية الأخرى هذا إن لم يكن قد وصل بهم (حدّ) التذمر و(القلِع) والإحتجاج في ظل هذا الظرف الإستثنائي الذي تعيشه البلاد و بين هذا وذاك فلن يعدموا الأجاويد و(باركوها) حتى تم لهم إستلام هذا المُحوِّل !

و بإسقاط عُنصر المُقارنة بين جُهدٍ وجُهد

و ما أُريدُ أن أقوله لوالينا بالجزيرة

 *الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير*

إن رسائل (الواتساب) لن تُدير ولاية (والبعيد عن العين بعيد عن القلب) كما يُقال والمناشدات و الخطابات الرسمية لن تُجدي في هذا الظرف الإستثنائي

 نعم لرُبما أن إستبقاء مناديب عن الولاية بالعاصمة الإدارية وبعض ولايات تواجد الوزراء المعنيين شئ جيد ونوعاً من (المُباصرة) التي لجأت إليها مُعظم الولايات

ولكن يظلُ

 *تواصلكم الشخصي بقيادة الدولة أمراً واجباً و مطلوباً*

فإن كُنا قد وجدنا لكم العُذر سابقاً فلن يكون ذلك مقبُولاً بعد ملحمة (جبل موية) وقد أصبح الطريق آمناً من المناقل مروراً بكوستي وسنار ثم عبر كبري (دوبا) وحتى ولايات الشرق حيث رأس الدولة

فيُمكن للراعي السير آمناً لا يخشى إلا الله والذئب على غنمة (و باعوضة حُمي الضنك)

الخدمات يا سيدي تحتاج (لقلع) وإلحاح على المركز ولربما (تقالة دم) و إنكسارة حتى تحققون شيئاً لمواطنيكم

*الجزيرة يا سيدي …*

هُجِّرت وجُوِعت وقُتل رجالها وأنتم تتمترسون بمستشفى المناقل تنتظرون الجرحى لواجب المؤاساة وتعزون في الموتى

ثم ماذا … ؟

لا شى

التوجية بخدمة المرافقين!

يا سيدي ……

وها قد أصبح الطريق سالكاً أذهب (يا أخي) لمقابلة قيادة الدولة أحمل كل هذه الهموم والمآسي والأوجاع و رتِّب أولويات من بقي يتنفس من أهل الجزيرة أين حقهم من العون الإنساني والإيواء والعلاج والحياة !

أين فهمكم لإستمرارية العملية التعليمة وتشغيل المزيد من المرافق الصحية البديلة أحملوا رؤيتكم

 يا سيدي للمركز فالمركز لن يأتي لكم بالحلول (صدقني)

فما زال هُناك الكثير الذي تحتاجه وتنتظره الولاية …

فالله الله في الجزيرة

و إحذروا من نقل *الصورة الوردية للحال* إرضاءاً لصانع القرار ببورتسودان على حساب إنسان الجزيرة المقهور

يا سيدي دعوا شُغل الجيش للجيش

 فرمزية إرتداء الكاكي مطلوبة و لكنها لن تصنع منكم قائداً في غير موقعكم الطبيعي وهو موقع خدمة إنسان الولاية

 و إلتقاط الصور في زياراتٍ خاطفة للمحاور المُتقدمة هُنا وهُناك لن تُطبب جُرحاً ولن تعود بشهيد ولا مغدُور

 و لن تُنسِي إنسان الجزيرة ويلات القهر والإذلال التي عاشها وما زال يُعيشها

 ظهوركم في مناسبات الأعراس وعقود القِران بالمناقل في زمن الحرب لن تجعل منكم (حبيب الشعب)

فالشعب يريدكم هناك حيث كان الفاروق يحمل الدقيق ويوقد النار !

 ولا هالة الإعلاميين من حولكم الذين يجعلون من الواجب عملاً خارقاً سيرفعون من قدركم أمام التاريخ والتاريخ لن يرحم

يا سيدي أخرج عن هذه القوقعة

*فقد زالت الأسباب*

وإني بحق لأعجب من الإصرار على بقاء (مُتلازمة) والٍ مدني في زمن الحروب !

دنيا (الحُكُم) غريبة

سر ما بنفهمو

ناس أفراحها زايده

وناس يتألموا

*أستغفر الله العظيم*

السبت ١٩/أكتوبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى