أعمدة

اشرف خليل: *(دليل الظلام في أعماق بيرللو النضام)!.* (1-2)

ما قاله السيد (توماس بيرللو) في حواره مع لقمان في قناة الـ(sbc) مثير وخطير:

(نعمل على تعزيز تلك الأجزاء من القوات المسلحة السودانية والتي تريد ان تضع حدا لهذا الصراع)!..

وبيرللو هذا مبعوث أمريكا السودان..

قال انه جاء بتفويض مطلق للسودان!..

وكأن السودان هو الولاية رقم 51 أو الأقليم الثاني بعد (كولومبيا) وليس دولة ذات سيادة!..

(لقد ذُل من بالت عليه الثعالب)!..

نستطيع تفهم فرضية القوة الأمريكية وقدرتها علي فعل ما يحلو لها..

فهل ما يفعله الرجل هو فعلا ما يحلو لها؟!..

الرجل المغتر بقوة دولته من الواضح أنه يتنكب الطريق بعيدا عن مؤسسات بلاده التي لا تستطيع أن تنقذه وتساعده وهو غارق هكذا علي نحو لا يصدق في مخاطه وهرائه..

وبدلا من إنجاز ما خططت له (مولي في) من اقامة تحالف مدني واسع وعريض للسودانين وحملهم على القيام بأدوار أكثر ديناميكية وتاثيرا على المشهد، بدلا من ذلك قام بيرللو بتقويض كل الجهود المبذولة لينتحر تماما في (جنيف)..

كان رأي المؤسسات في الولايات المتحدة واضحا في مسألة وجوب استصحاب الجيش والإصغاء لرأيه والتعامل مع التعقيدات الماثلة على نحو متوازن، لكن الغر (توماس) كان له رأي مغاير

معتمدا على بعض وعود (الطقطاقات) البائسة باستمالة قيادة الدولة وجرها إلى جنيف حيث صبوا له (عصارة الكذب المخيف): (سناتيك بالبرهان قبل ان يرتد اليك طرفك)..

افتتح جنيف مزهوا ومتفاخرا، لكنه اكتشف مباشرة استحالة أن تكون جنيف دون الجيش!..

حتى حينما حاول (بلينكن) انقاذه عبر (دبلوماسية الهاتف) رفض الهدية وركلها وهو يصفق الباب خلفه وفي وجه وفد الحكومة عائدا إلى جنيف..

فقد كان مكرها و(ملزوزا) على مطالعة وجوه الحكومة السودانية الثقيلة على قلبه و(مكرها اخاك لا بطل)..

ولكنه كان يطلق فعليا النار على قدميه في شهوة لا تبالي ونزق مجنون..

رسم بيرللو صورة قديمة للخير السوداني والشر السوداني واغمض عينه عليهما و(قفل واحتفل)..

هو غير مستعد لفهم المزيد أو الإنصات وهو غير متاح لسانحة ترك عيونه كي ترى بوضوح واتساع..

صدره ضيق حرج كأنما يصعد الى السماء..

ليست مهمته علي المحك فقط، بل كل أحلامه ومستقبله تتهاوي أمامه بفضل نزقه ورغباته ورغائبه القاهرة..

(ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)..

بيرللو نموذج باذخ لـ(كل على مولاه)..

(أينما يوجهه لا يأت بخير)..

الفرق الوحيد انه ليس ابكماً!..

 كأنما يتخيل لك وأنت تحاول سماعه وكانه نسخة قريبة التناسخ من (الفكي منقة) حيث الكلام على عواهنه..

علي الاقل (منقة) سوداني ومعذور، فلا قبيلة تلومه ولا مؤسسات تعينه وتراقبه وتحاسب..

ثم انه يخاف ان يُخصم من رصيده السياسي!.

       ،،،،نواصل.

    *أشرف خليل*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى