أعمدة

الاوضاع المزرية للملايين تقتضى انهاء الحرب الاجرامية القذرة

صديق البادى

 الحرب التدميرية الاجرامية الانتقامية العبثية التى لم يشهد السودان لها مثيلاً منذ الأزل بلغت الآن شهرها السابع عشر ولا زالت مستمرة و جمرتها متقدة ونارها مشتعله باصرار وعناد والمواطن البرئ المغلوب على أمره هو الذى يدفع الثمن . والحرب سبقها تخطيط أجنبى دولى واقليمي وداخلى ووفرت لها الأموال الطائلة والتسليح الكثيف والمؤن الغذائيه الجاهزة والمواد البترولية والعربات والناقلات والمواتر مع اختراق السيادة الوطنية والاستهانة بها بجلب أعداد كبيرة من المقاتلين المرتزقة من بعض دول الجوار الافريقى وما وفر للحرب كان يمكن أن يدمر قارة كاملة … واذا عدنا للوراء وتحدثنا عن القوات المسلحة كمؤسسة قومية دون ربطها بعهد من العهود أو منعطف من المنعطفات فان السودان كشأن كل دول العالم المستقلة ذات السيادة كان ولا زال به جيش واحد أسس فى عام 1925م وهو امتداد لقوة دفاع السودان التى أنشئت فى مطلع القرن العشرين المنصرم وتم اجلاء القوات الأجنبيه من السودان قبل سبعين عاماً وأول قائد عام سودانى للجيش هو الفريق أحمد باشا محمد وخلفه فى قيادة الجيش بعد تقاعده صهره وابن خاله الفريق ابراهيم عبود الذى تولى موقع القائد العام بعده آخرون فى مختلف العهود . ومنذ إنشائه كان الجيش ومافتئ يضم ضباطاً مؤهلين اكاديمياً وعسكرياً وعلى سبيل المثال فان الاميرلاى عبدالله بك خليل هو أول ضابط سودانى نال رتبة اميرلاى ( تعادل الآن رتبة عميد ) وقد عين ضابطاً فى قوة دفاع السودان فى عام 1910م بعد تخرجه من المدرسة الحربية التى التحق بها بعد تخرجه من قسم الهندسة بكلية غردون التذكارية وهذا يعنى ان جيش السودان كان به هذا التأهيل الاكاديمى والعسكرى الرفيع قبل قرن وأربعة عشر عاماً . والجيش على مدى تاريخه الطويل ظل يضم ضباطاً أكفاء مؤهلين وحملة شهادات رفيعة فى مختلف التخصصات فى الطب والهندسة والقانون ….. الخ وحملة درجات علمية من أرفع الأكاديميات العسكرية والاستراتيجية ويضم الجيش صف ضباط وجنود بواسل شجعان أقوياء. وولاء الشعب لاكثر من قرن للجيش باعتباره مؤسسة قومية وهو جيش كل السودانيين وليس جيش فلان أو علان أو فلتكان واية مساندة للجيش فى أى عهد من العهود وفى اى وقت من الاوقات تكون فى الميدان تحت امرة القيادة العامة للجيش وبعيداً من مقرها والتعامل يكون عسكرياً مهنياً بحتاً لا علاقة له بعالم ساس يسوس وهذا ليس من شأن العسكريين وعالم ساس يسوس هو من شأن السياسيين … وفى عام 2013م كونت قوات أطلق عليها اسم قوات الدعم السريع ومن اسمها يتضح انها تقوم بتنفيذ مهام عاجلة فى حراسة الحدود ومنع التهريب بكل أنواعه واطفاء البؤر الملتهبة وكسر شوكة تمرد يظهر فى أى منطقة وقد أدت واجبها باقتدار كما هو مطلوب منها ولطبيعة عملها الميدانى حدثت تفلتات بسيطة تم ضبطها وانهائها فى حينها وكان عدد المجندين فى البداية حوالى سبعة آلاف واصبح بعد ذلك قرابة العشرين الف مجند وليس لهم وجود يذكر فى الخرطوم وعندما اهتزت ثقة الرئيس السابق فى من حوله داخل نظامه من سياسيين وأمنيين وعسكريين وكثرت شكوكه حولهم وهو يخوض معركة انتخابات عام 2020م التى كانت شغله الشاغل استدعى فى أخريات ايام حكمه ابنه المدلل كما كان يصفه البعض قائد الدعم السريع ليكون ظهره الذى يحميه وقائد الدعم السريع قبل تعيينه فى هذا الموقع عمل فى القوات المسلحة برتبة وكيل عريف . وعندما أصبح نائب رئيس مجلس السيادة وبرتكولياً الرجل الثانى فى الدولة قال فى خطاب له بالحرف الواحد( الشلاق ما خلى عميان ) وأعلن انهم لن يخرجوا من العاصمة ليحرسوا الحدود ويطفئوا البؤر الساخنة وعلى المستوى الشخصى وبما رأى انه اصبح أكبر من ذلك مع ان أداء تلك المهام المهمة كان يحسب له وليس فيه منقصة أو مذمة وقد ساهم فى اداء تلك المهام المهمة حوالى عشرين ألف كانت لهم ملفات خدمة فى الحكومة وهم جزء من القوات المسلحة ( وليس للمرتزقة الذين احضروا من دول الجوار الافريقى وغيرهم ملفات خدمة فى وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة ) . وفى كل الأحوال فان اداء المهام وشغل المواقع لا يربط بالافراد ولن يدوم فرد فى موقعه الى الابد ويمكن ان يقوم بهذه المهمة غيره يعهد اليه القيام بالمهام المشار اليها آنفاً . ويتحدث بعض الذين ليست لهم علاقة بالعسكريه وعلومها وميادينها عن ضرورة بناء جيش موحد جديد بعقيدة جديدة وما الى ذلك من العبارات .. والملف العسكرى من اهم الملفات واكثرها حساسية ويجب ان يعهد الى خبراء عسكريين متقاعدين متخصصين فى شتى المجالات العسكرية ولهم خبرات تراكمية وليست لهم أجندات شخصية ولا حزبية وتنظيمية وليست لهم شبهة علاقات بقوى أجنبية واستخبارات خارجية والمتفق عليه ان اية دولة حرة مستقلة ذات سيادة يكون لها جيش وطنى واحد عريق راسخ الجذور والاذرع المساعدة تعمل تحت قيادته وامرته ( والعين لا تعلو على الحاجب) .. وتوجد خطوط حمراء يجب على المرء ألا يتعداها تتعلق بالاسرار العسكرية …..الخ وبدون خوض فى التفاصيل يمكن فى الوقت المناسب عندما تتجلى اجواء الحرب اجراء جلسات مداولات مغلقة بين العسكريين فيها صراحة ووضوح ونقد ذاتى ووقوف على الايجابيات وعلى السلبيات لتجنبها والنواقص لاكمالها ويكون هذا فى منلوج داخلى للعسكريين لا ديالوج يخوض فيه من هم خارج المؤسسة العسكرية .والمؤكد ان جل الشعب السودانى الآن بكل ألوان طيفه السياسى (يمين – يسار – و وسط عريض ) وكل فئات وشرائح المجتمع تنادى بضرورة وقف الحرب فوراً بلا ابطاء و تأخير من منطلق انسانى واخلاقى والحرب او بالاحرى الجرائم البشعة موجهة ضد الشعب والمواطنين الابرياء العزل من السلاح وقد شرد ملايين السودانيين واصبحوا نازحين فى الداخل والخارج ويعيش الكثيرون منهم فى ظروف بالغة السوء والذين بقوا ولم يخرجوا من ديارهم فان حالهم يغنى عن سؤالهم والقتل والسلب والنهب والسرقات والتعذيب والاهانة والضرب بالسياط وانتهاك العروض لا توصف ولا يسعها كتاب أسود ودعك من المغالطات السمجة فى بعض الفضائيات ( وويل للشجى من الخلى ) والمعذبون المشردون فى الأرض احوالهم السيئة تختلف من احوال المتكئين على الارائك المريحة .وارادة السلام ينبغى ان تعلو عند كل الاطراف على ارادة استمرار الجرائم البشعة .ولتكن البداية بتنفيذ مقررات مؤتمر جدة التى اقرت فى شهر مايو عام 2023م مع التزام اخلاقى بعدم اعتداء اى طرف على الطرف الآخر عند تنفيذ بنود الاتفاقية فوراً بلا تاخير وابطاء (ولولوة ولف ودوران ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى