صديق البادى يكتب: السودان الآن شبه مستعمر تحت الوصاية الامريكية و الغربية
تغيير نظم الحكم عن طريق انقلابات عسكرية حدث فى قارة افريقيا و فى عدد من دول العالم الثالث الأخرى بل ان عدداً من هذه الدول شهدت قيام عدة انقلابات عسكرية متوالية حدث فيها تغيير للحكم عدة مرات فى الدولة الواحدة كما حدث فى السودان و فى نيجيريا و غيرهما …. وتنفيذ عملية أى انقلاب عسكرى بعد التخطيط لها تستغرق عدداً من الساعات واذا نجحت العملية الانقلابية تذاع البيانات و القرارات و التعيينات وإذا فشلت العملية الانقلابية يذاع خبر فشلها على الملأ و تتناقله الاذاعات و الفضائيات و قد تتبع ذلك محاكمات و غيرها و لا يكون لها أثر بذكر بعد ذلك و لكن تغيير نظام الحكم عن طريق الانقلاب الذى فشل فى السودان فى اليوم الخامس عشر من شهر ابريل عام 2023م وفر المخططون و الداعمون له دولياً و اقليمياً كل وسائل النجاح من أموال طائلة و ميزانية مفتوحة و ترسانة من الأسلحة و تجنيد و جلب للمقاتلين المرتزقة من عدد من دول الجوار الافريقى و توفير العربات و الناقلات و المواتر و الوقود و المؤن الغذائية الجاهزة الكافية والاعلام واسع الانتشار بشتى وسائله ….الخ و قد ضلل شيطان الأنس تلك القوى الأجنبية و الدولة المأمورة بالتنفيذ التى توهمت أن الانقلاب سينجح بنسبة مائة فى المائه و لما فشل أصيبوا جميعاً بخيبة أمل و ثبت بعد ذلك أن ما وفروه لم يكن لانجاح الانقلاب و تغيير الحكم فقط و لكن كان هدفهم فى حالة نجاحهم أو فشلهم هو تدمير السودان واهانة واذلال شعبه و توجيه ترسانة أسلحتهم و شراستهم ضد المواطنين الأبرياء العزل من السلاح و فاقت جرائم القتل و النهب و السلب و الأغتصابات و هتك الأعراض والاستيلاء على بيوت و مساكن المواطنين و عرباتهم و ممتلكاتهم حد الوصف و ماحدث من جرائم يفوق ما هو مشاهد فى افلام الرعب .. واكملت هذه العمليات الاجرامية شهرها السادس عشر و لا زالت مستمرة و ظل الأمريكان و كافة الخواجات و تابعيهم يتابعون ما يجرى ببرود تام و عدم اهتمام بل انهم يصبون الزيت على النار ليزداد اشتعالها . ونزح ملايين السودانيين من مدنهم وقراهم لمناطق أخرى داخل القطر و خارجه وأقيمت معسكرات نزوح فى مناطق يمكن ايصال الاغاثات اليها بسهولة و يسر و لكنهم لم يفعلوا ذلك و تعاملوا مع هذا الأمر بذات البرود و هم يكيلون بمكيالين و يتباكون و يعقدون الآن مؤتمراً فى جنيف من اولوياته العاجلة ايصال الاغاثات عن طريق الطيران للمتضررين المحتاجين اليها فى الفاشر و ما حولها و غيرها ولا غبار على ذلك إذا كان الغرض انسانياً و لا اعتراض على تقديم الاغاثات لمن يحتاجون اليها و لكن يخشى الكثيرون من دس السم فى الدسم ووضع أسلحة فتاكة مع الاغاثات لدعم من يحاربون الفاشر التى استعصت عليهم و يسعون لاسقاطها بشتى السبل و السيطرة على دارفور واجراء مقايضة و مساومة يؤول بموجبها حكم دارفور الكبرى للدعم السريع و قطعاً ان مكونات دارفور المجتمعية و السياسية و القبلية و الاثنية و العسكرية لن ترضى بذلك و يؤدى هذا لا قدر الله لفتنة كبرى و حرب أهليه طاحنة فى دارفور يتحمل وزرها وكبرها الخواجات ومن والاهم . واثناء انعقاد مؤتمر جنيف ظلت الأنباء المؤلمة المحزنة تترى بلا انقطاع عن الهجوم على الابرياء العزل من السلاح فى كثير من انحاء العاصمة و خارجها بالمسيرات و الدانات وحدثت حالات قتل واعاقة كثيرة ولم تصدر اى ادانات من المؤتمرين لهذه الجرائم .
والوطن الآن فى وضع كارثى وانهيار فى جل المجالات مع الضبابية التى تحجب الرؤية الآنية و المستقبلية ونسأل الله سبحانه و تعالى ان تزول الغمة عن الأمة ويأتى الفرج و الخروج من هذا النفق المظلم حالك السواد … ونأمل أن يقود البلاد في فترة انتقالية جديدة تتراوح مدتها بين خمسة و عشرة أعوام الاقوياء الأماجد من عمالقة وفطاحلة الخبراء و التكنقراط من الوطنيين الجادين الورعين المخلصين وان يتقدم المسيرة العلماء لا العملاء . وان تكف القوى الاستعمارية اذاها عن السودان و تتعامل معه كدولة ذات سيادة ويمكن ان تدخل معه فى شراكات اقتصادية وتجارية و استثمارات ضخمة بدلاً عن هذه الغطرسة الاستعمارية التى تمارسها . والملاحظ انها تصرخ و تولول اذا عطل لها تنظيم حامل للسلاح سفينة فى البحر الاحمر أو إذا احتل أحد المكاتب التابعه لها فى احدى دول الجوار وتتعامل معهم بخوف وحذر ( تعدو الذئاب على من لا كلاب له و تخشى سطوة المستأصل الأسد). ولكنها تتعامل مع السودان باستخفاف واستعلاء و غطرسة زائدة عن الحد بالتدخل فى وضع و تنفيذ سياساته الداخليه و خرق سيادته الوطنيه كما حدث فى حكومة الفترة الانتقاليه المنصرمه التى كانت طوع بنانهم . والسودانيون المعروفون دولياً منذ القدم بالقوة و الصلابة أصبح وطنهم الآن مثل أسد هصور و ضع فى قفص محكم الاغلاق دون ان يفتحه من وضع المفتاح فى جيبه و قطعاً إن القفص سيفتح و يخرج الأسد من محبسه و يقلب كل الموازين و يصحح كل الأخطاء و يتم التعامل معه بطريقه تحفظ مكانته و تحترم سيادته.