أعمدة

صبري محمد علي: الى الدكتور الدرديري محمد أحمد … مع التحية

نشر الدكتور الدرديري محمد احمد الأكاديمي و وزير الخارجية الأسبق مقالاً بتاريخ ٢٤ من هذا الشهر (يوليو) تحت عنوان

*حتى لا نكسب الحرب و نخسر الوطن*

وصف و بإسهاب مستهدياً ببعض النماذج الدولية ما يجب أن يتوافق عليه السودانيون لما بعد الحرب و أوكل مهمة ذلك لعدة جهات بعد أن أسهب تاريخياً في شرح مأساة روندا التي حدثت بين قبيلتي (الهوتو) و(التوتسي)

وأشار الدكتور الى أن السودان ليس ببعيد عن هذه الكارثة إن لم يتم تداركها من الآن وقبل إنتهاء الحرب والعمل على تهيئة أرضية صلبة للتعايش السلمي بين الضحية والجلاد وفق موروث قبلي لربما كان مُتعارفٌ عليه بين قبائل السودان سابقاً وترحّم هُنا على الراحل المك عجيب واصفاً إياه بأنه كان مدخوراً لمثل هذه المواقف لم يسعفه الأجل للقيام بهذه المهمة

الدكتور ….

طالب القبائل المُعتدِي بعض أبنائها بعد أن برأها من أوذار بنيها المارقين بإعادة المنهوبات والتبرئ مِن مَن فعل ذلك

وهذه خطوة أعتقد قامت بها بعض تلك القبائل في بيانات باهتة وخجولة وظلت هي مُجرد مواقف (إسفيرية) ليس إلا

*ولكن الشئ الذي إستوقفني بإستغراب في هذا المقال أن الدكتور بذات القدر طالب الضحية أن يذهب للجاني و يترجاه بإعادة الحق المسلوب !*

وكاني بالمشهد يجلس الضحية أمام السارق حافٍ حاسر الرأس يترجى !

لم أستطع إستيعاب هذه الفرضية من الدكتور حقيقة !

الدكتور أوغل في رسم صورة وردية الى الحفاوة التي سيُستقبل بها الضحية من قبل الجاني بل و أنه سيعيد إليه حقه كاملاً و سيكرمه بالزيادة من كرائم أمواله !

*كلام لربما لا يستوعبه العقل !*

الدكتور الدرديري لم يشر بما فيه الكفاية لدور سلطة مؤسسات الدولة العدلية و دورها في إسترجاع الحقوق الى أهلها

 ولم يتناول مُعالجة أسباب المشكلة التي لربما رأي الكثيرون أن أول من يُسأل عنها هم (مثقفاتية) دارفور أنفسهم ومن روّج للتهميش و أوغر الصدور بكل هذا الحقد على إنسان الوسط والشمال والشرق

 وأعتقد هُنا (مُخ) القضية قبل أن نقفذ لمعالجة السلم المجتمعي وإسترداد المنهوبات

 فيجب أن تكون هُناك مواجهة شجاعة بين المكونات القبلية مجتمعة من شتى أصقاع هذا الوطن !

فإذا إستطعنا الإجابة فقط على سؤال…..

*لماذا ظل إنسان الوسط النيلي يُنعت بالعُنصرية ضد إنسان الغرب وتم إماطة اللثام عن هذه الفرية لاكتشف الناس عظم الخديعة التي ظلوا تحت تأثيرها طيلة العقود الماضية*

برأيي ….

لا أحد يرفض السلم المجتمعي و رتق النسيج الإجتماعي بين قبائل الوطن ولكن يجب أن يُبني ذلك على أرضية صلبة من المواجهة و إستحضار التاريخ و إستشراف مستقبل الأجيال القادمة بعيداً عن عاطفة

(عفى الله عمّا سلف)

فهذه ليست سرقة سيارات وبهائم و محاصيل وأموال و هدم لمرافق الدولة وتدمير لبنيتها التحتية فحسب

  يا دكتور

هذه أعراض وأنفس بريئة و دماء

 فكيف تطالبون من الضحية أن يذهب للجلاّد يترجاه !!

دكتور …..

لا يفل الحديد إلا الحديد وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ومن إختار البندقية اداةً للتخاطب فعليه أن يكمل المُشوار و يتحمل المسؤلية

 فلا أظن أن لإنسان الخرطوم والجزيرة ودارفور وسنار ما يخشى عليه بعد الذي حدث له

*دُمت بخير*

الجمعة ٢٦/يوليو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى