أعمدة

د.محمد الريح الشيباني يكتب : بأي اسم أندهك

آه يا الحرب آه وآهات ماذا فعلتي بنا أي إن كان سببك لقد فتكتي بنا حقاً ها نحن ندفع ثمنك باهظاً بأي اسم أندهك أيتها الجيفة القتال النزال الصراع العراك الغارة المعمعة الهيجاء المأذق ، عظيمة أنتِ في قبحك وابلة أنت في صبيك كريهة أنت في رايحتك بالغة أنت لأهدافك المخزية ، تقدحي النزق صيادة أنت للصبية والشباب والكوهل والشيوخ والمسنين الهرمين وأناشدك أجيبي كم من عقار بليتي كم مؤسسة أخليتي ؟ البحر وحده قد تركتي لِمَ لم تأخذيه؟ لأنك لا تستطيعي ولم تقوي على ذلك ، لِمَ لم تبقي على الدار أو الحي لماذا أخليتهم أين الونيس أين الأهل والصحاب والأحباب أين هم من يطرقون الباب؟ ، بل أين الباب نفسه ؟

كسر الباب وخلعت النوافذ واخترقت الحيطان وصار لا يرى إلا الدخان والشظايا التي تداهم الأبرياء وإن كانوا بمعزل ، كلنا نمج الحرب ونكرهها وبتنا بمعزل ولكن استكثرت هي علينا ذلك ولم تدعنا وشأننا نحن ليس أهل حرب ولا يليق بنا إلا السلم ولا نريد غيره .

كما قيل : أﻻ ﻟﻴﺖ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﺪﻭنِ ﺣﺎءٍ

ﻭ ﻧﺒﺪﻟﻬﺎ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻴﻤﺎ

ﻭﻟﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﻐﺪﻭ ﺩﻭﻥ ﺭﺍءٍ

ﻭﻧﺤﺬﻓﻬﺎ ﺗﻤﺎمًا أﺟﻤﻌﻴﻨﺎ

ﻭ نُلغي ﻧﻮﻥ قُنبلة ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ

ﻟﺘﺼﺒﺢ قُبلةً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻨﺎ

عليك أن تعلمي من أشد وابشع أنواع العنف فيك واجهنا ونلنا أما آن أن تحملي أثقالك وآلاتك وترحلي عنا وداع الشامت وداعاً لا لقاء بعده ، ارحل أنت ومتصنعك سحقاً سحقاً سحقاً قاتلكم الله جميعاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى