د. محمد الريح الشيباني يكتب: لن تنسى هذه الأرض صيحات الجنود في الوغى
أهلا بالوابل الذي دائما يمثل أجمل سقوط فنزول المطر يدل على الرخا فهو غاية الزرع والضرع غمرت شوارع الخرطوم وغيرها من البقاع والأقطار في بلادي بمياة الطل بعد نزير مزن كسا السماء بسحب رقطاء جادة بمائها فاكتسح الساحات فصارت شلالات تنحدر الى الوديان مبرهنة عن أجمل انسياب قد تراه العين في هذه الأيام التي لم نشهد فيها سوى الدم وصوت الرصاص والرقاب التي تتطاير هنا وهناك بذنب وبدون ذنب أيها الوابل قد تستطيع غسل الدماء ولكن هيهات أن تغسل تلك العقول التي تهرج هنا وهناك وتمثل أبشع الأدوار دون أن تعي لِمَ يحدث ورى ذلك ، وهم على علم بما سيحدث ولكن يأخذون على ذلك الدولارات التي يزعمون أنها تجنبهم مغبة ما حدث بوقفتهم المخزية في حق الدولة والشعب ، ولكن أقول لكم أيها الأوغاد نستدل بنزول المطر على صلاح الحال كما يرد الحياة للأرض بعد موتها ، أرض الحضارات ستنتصر وهذا وعد تذكروا ذلك جيداً .
لن تنسى هذه الأرض صيحات الجنود في الوغى وأسراب النسور في الفضاء التي حملت لواء البلاد وقت الحوبة والكُونات وجعلته يرفرف عالياً خفاقاً بين الأمم السامية كما لن تنسى هذه الأرض جباه الساجدين المبتهلين بالدعاء طالبين النصر ، لن يكون النصر إلا حليف أهل الحق ولن تكون الهزيمة الساحقة إلا نصيب المعتدين الجائرين قالتهم الله أينما وجدوا.