اشرف خليل: ما بال قوم من أمتي..(هذه المرة بدون اسماء)!.
كأنهم مصابون بداء العطاس امام وجه السيد البرهان وكلما سنحت الفرصة ..
وفي زمان الحرب تسنح الكثير من الفرص للهواجس والشكوك و(تظنون بالله الظنون)..
ان اصعب الطعنات تلك التي تأتي من المسافات الامنة ومن داخل الصفوف..
حجزوا اماكنهم مبكرا في الصفوف الامامية في معركة الكرامة..
وانتظروا تلك السوانح..
بعضهم يفعلها (غشامة) وبلا وعي، إلا أن جميعهم تعود ان يكون قريبا من (الشّطُر) في هندسة ماكرة ومتسفلة..
لا يتخلوا عن تلك الوشائج التي تئتلف في شبكة معقدة من العلاقات، تتغذى من بعضها، ويعذر بعضهم البعض فيما اشتجروا فيه..
تناقضاتهم جلية ولكن الشيء الوحيد المتفق عليه هو المحافظة على ذلك القرب الواهب للحياة والإمداد و(الملق) خشية إملاق !..
(فيبكي ان نأوا شوقا إليهم
ويبكي إن دنوا خوف الفراق)..
لا يفوتون فرصة لقبض (الأثمان) وتكبير (الكيمان)..
(انا بصفتي مواطن بيحب بلدو عاوز اعرف حأخد كام؟!)!..
كانت الحرب فرصتهم الفضلي للاقلاع عن القذي وادمان التردي والاقلاع..
لكنهم تمادوا في تهييج الخلا بالكفوف..
(لقد شربت دموعي أما سئمت شرابي)..
▪️(البلد ميتين ابوها طالع) وهم لا هم لهم في كل هذه الدنيا سوى الإتيان إلى الشأن العام من حيث أمرهم الشيطان
(مدني تغرق ولا تحرق)..
(ولاخساهم)..
البرهان وبس.
موجة إثر موجة..
و(فيكم سماعون لهم)
صحيح أن الوعي العام قادر في كل مرة على ردعهم وردهم واعادتهم الي (علبهم) لكنهم لا يملون..
يلوذون (بالسكات) عند (نهرهم) وتبيان المنطق الصحيح والمآلات المنتظرة من فش (الترهات) و(الاحتطاب ليلا)..
يهدأون..
و(يشيلوا الصبر) ريثما يعودوا من جديد..
واخشي مع تأخر فرضية الانتصار أن يلجوا من (سم الخياط)..
يعولون على نظرية (التغيير التآكلي)..
تلك التي أفلحت في ازاحة البطل (الزاكي طمل) من الوجود..
تآمروا يومها عليه وتقوَّلوا الاقاويل، مما اضطر معه الخليفة الي جلب الرجل ومحاكمته في امدرمان!..
جاء طمل مسنودا بقاعدة جماهيرية واسعة وافتتان عام وعارم لما أنجزه من فتوحات وانتصارات اسطورية في الباب الشرقي..
استقبلته الحشود الحية على مشارف البقعة فخُنقت الاتهامات وبارت الدسائس وخابت..
لم يستطيعوا وقتئذ ان يفعلوا فيه شيئا يخالف يقظة الجماهير..
(طمل طلع براءة)..
لكنهم لم يلبثوا ان اعادوا الكرة وكانوا هذه المرة اكثر جاهزية وسرعة وحسم..
طلبوا (اعادة المحاكمة) لورود (بينات جديدة)..
جاءوا بالافتراءات والاكاذيب وشهود الزور و(الصفاقة) و(التعاريص)!…
وقتها كانت الجماهير في (تعسيلتها) مصابة بـ (الحياد المادي) لا تلوي علي شئ..
ليسقط البطل..
ومعه سقطت هيبة المهدية وامدرمان..
ولا عجب انهم اليوم يعاودون تلك المراوحة دون ان يلحظوا ان اثارهم تتداولها غرف الأوباش والأوغاد علي جناح العناية في غبطة متناهية وسرور..
(ستُكتب شهادتهم ويسألون).
▪️الذين قتلوا (عثمان) هم ذاتهم كانوا سببا في ازدياد الضغط الشعبي عليه، وهم من اخذوا علي عاتقهم مهمة حمل قميصه للمطالبة بدمه!..
ثم سرقوا كل شئ ..
و(من ديك وعيك)..
(الشفشفة الياها)!.
*أشرف خليل*