أعمدة

عبد الماجد عبد الحميد يكتب:

من عِبر ودروس التاريخ أن الدول والمدن والجيوش لا تحميها القلاع الحصينة ولا الجنود الأشداء ولا الأسلحة الفتاكة.. ومن أخبار تاريخنا الحديث مايغني عن الشرح والتفصيل..

انهار الإتحاد السوفيتي قبل سنوات وكانت موسكو حتى قبل ساعات من تداعي حجارة الدومينو تملك ثاني أقوي الجيوش في العالم وبيدها كبسة زر قنبلة نووية تكفي لمسح قارات بأكملها من وجه الأرض.. لكن كل هذه القوة لم تغني الروس علي قوتهم وكثرتهم من السقوط والانهيار المزلزل..

ومن عبر التاريخ أن فيتنام قادت حرب مقاومة وطنية شرسة ضد أمريكا من العام 1955 وحتي العام 1975 حيث إنتهت الحرب عملياً بمعركة سايغون التي مُنيت فيها أمريكا بهزيمة نكراء خلدتها صفحات التاريخ..

سقطت روسيا من الداخل لأن القلعة الحصينة كانت ملأي بالعملاء والجواسيس والخونة الذين كان بعضهم جنرالات كبار في الجيش الروسي وحتي اليوم لم تسلم شواهد قبري الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين والرئيس الروسي غورباتشوف من تهمة العمالة للمخابرات الأمريكية..

سطر الفيتناميون ملاحم الإنتصار علي أمريكا لأنهم كانوا يقفون خلف قيادة لديها كلمة.. وموقف.. وقرار ورؤية واضحة لخط سير الحرب ومعاركها طيلة عشرين عاماً..

وهذه هي عبرة التاريخ الأبقي والأكثر نفعاً..

تنتصر الأمة.. أي أمة إن كانت لديها قيادة تعرف كيف ومتي وكيف ولماذا تتخذ القرار المناسب وتثبت علي طريقه مهما كانت التحديات والصعاب..

تنتصر الأمة.. أي أمة إن كانت لديها قيادة تملك رؤية واضحة وقدرة علي الثبات والتوازن الإنفعالي في أوقات الشدة والرخاء..

تنتصر الأمة.. أي أمة إذا كانت لديها قيادة تملك قدرة خوض الحرب ولديها إرادة قوية للقتال بشجاعة وشراسة لاتعرف التهور.. ولا يضعفها التردد..

نحدثكم عن التاريخ.. ولكم في التاريخ عظاتٌ.. وعبر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى