أعمدة

صبري محمد علي: (بعيداً عن السياسة) ما بين غَزَل (عمّنا) الأعشى و غزلنا

غراءُ فرعاءُ مصقولٍ عوراضها

تمشى الهُوينا كما يمشي

الوجي الوحِلُ

كأن مشيتها من بيت جارتها

مر السحاب لا ريث٠ٌ ولا عجلُ

أظن هذا الكلام راقي ومحترم

من *عمنا (الأعشى)* في مُعلقته الشهيرة

و كعب بن زهير في بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يُجز مكبُول

(أيضاً قال كلام برضو ممتاز خااالس)

*أغاني الحقيبة*

 في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي كان بها الكثير من الجمال ودقة الوصف البديع و إن كان بعضه فاحشاً لربما للجهل مع بساطة التعليم في ذلك الزمن

و عادة ما يختمها (الكورس)

ب….

(هُوي يا ليلا هُوي)

ولكن قطعاً ما من سوداني إلا وطرب ل …..

يا مداعب الغصن الرطيب في بنانك إزدهت الزهور

 زادت جمال و نضار و طيب

و يا ربيع في روض الزهور عيش مُنعّم طول الدهور

رائعة أبوصلاح في (آمنة)

 ما كنت رايق و ساكن

في صفا وتأمين

 في الخوجلاب ياقلبي

مني شالك مين

(أيضاً حاجة ما تخلص)

وغيرها الكثير من روائع الحقيبة التي ما زال (يسترزق) منها أولادنا المطرببن و بناتنا (القونات) على حدٍ سواء

أوائل السبعينيات ولربما قبلها (تقريباً) أضافت

 *(هيئة حلمنيش العُليا)* بجامعة الخرطوم نوعاً آخراً من الغزل المُضحك الذي لم يعتاده المُتلقي السوداني من قبل (محشواً) بمفردات إنجليزية في بعض الأحيان

 متوافقه مع بحر القصيدة

كقول الشاعر ……

نتمها موية بي دغلوبا

ناكل لوبا

وبرضو (still نكون عايشين)

وقد إختاروا أسماءاً مُستعارة بما يُناسب المحفل الحلمنتيشي ك (جاغوم بن بلاع) و المتجهجه الأممي وغيرهما

 إلا أن بعضهم قد ظل يحتفظ بإسمه الحقيقي أو لم يشتهر به كالأستاذ محمد الجاك الصراف

 فأحدثوا حراكاً وقبولاً بين مُختلف فئات الشعب السوداني و ذلك لبساطة المُفردة ولكونهم صفوة المجتمع المتعلمة و من جامعة الخرطوم

 و ما أدراك ما جامعة الخرطوم يومها

ولعل من أشهر قصائد الهيئة

(يا حبيبي الصيدلاني)

يا مركّب في كياني

يا وتر مشدود في قلبي

ويا (كست) مليان أغاني

قالوا لي خديك

وقلت …..

الله واحد مالو تاني

قالوا لي تتمنى حاجة؟

قلت القاك بي صِلاتك

وعاد أضوق منك حلاتِك

وإنتي يا كبسولة ذاتِك

الى أن يسرح به الخيال مع محبوبته و يعزما سوياً على فتح صيدلية (أجزخانة) رغم أنهما ما زالا طلاباً لا يملكان شيئاً

  لازم نفتح أجزخانة

إنتا مالك

 إنشاء نسرق

إنشاء الله ننهب

إنشاء الله من باقي الإعانه

نبني لازم أجزخانة

تبقى لي ناسنا التعابا

تبقى ضُلالة ومهبّه

وبي عرقنا وبي شقنا

نبني ريدنا حبة حبة

حبة قحة

و ريدة حبة

حبة سلفة

و ريدة حبة

وبي وريدات المحبة

وبي حروف مصبُوبة صبة

ندعو ليك كل الأحبة

نسوي هيصة

نسوي ربّة

يغني فيها حسن عطية

والإدارة المركزية

نورا يفضل ديمة قاطع

وإنتا جمبي تضوي ليّا

وأظن للدكتور عمر خالد

الحلوة قالت في رشاقة

وصوت مكسّر

لا لا ما دايرين (سمستر)

ليلتقط القفاز مكملاً القصيدة

إنتو ما دايرين (سمستر)

نحن ما دايرين (سمستر)

حتى لو الجامعة تخسر

المُدير لو ينتحر

حتى لو جابو لنا عسكر

نحن ما بندخل (سمستر)

عشان عيونك يا مزرزر

إنتي فايقالو (السمستر)؟

إنتي دايره تجينا موضة

وتخلي كل الجو مُعطّر

وبرضو بتخافي (السمستر)

يا حلوة نومي

الإتحاد (دكّه) السمستر

وإنتي ما زااااتك سمستمر

نحن بنخاف من عيونك

وإنتي خافي من (السمستر)

وقارنو بين الخوفة يا ناس

ياتو فينا الخايف أكتر

وغيرها الكثير من روائع (حلمنتيش) وقد كانت مُتداولة يومها عبر أشرطة الكاست قبل أن تصبح لاحقاً من طيبات ما يقدمه التلفزيون السوداني

ولكن متى حدثت الكارثه في شعر الغزل؟

حدثت (برأيى) عندما تدخل بعض أولادنا بشعر المربعات أو (المربوعات) في الغزل ….

كقول أحدهم

جينا ليك

 شايلنا ليك الفرحة

لقينا تدمير

و الجُثث مُنطرحة

غايتو حسب

إفادات الشُهُود و الجرحى

قالوا الماتو ديل

وكتين عدلتي الطرحة

*(وجع)!*

لاحظ عزيزي القارئ هذا المُتيم لا يتحدث عن قنبلة (هريوشيما) وإنما يتغزل في واحده!

*(ياجماعه الزول ده حقو تخلوه يمشي يشوف بهايمو !)*

طه البطحاني عندما (تحوى) أي إستنجد من يطاردهم بمحبوبته وهي بنت عمه (ريّا)

قال فيها ….

يا خُدرة المفرهدة

 فوق جرُوفا ندِّية

على الواقع وراك

أنا كيف أشيل إيديّا

حتى لو كتلني

 عافي ليهو الدِّية

دمي و مالي هِيِلِك

و أقبليهو هدية

(كلام راقي) مافي شك

وأخيراً…

عزيزي القارئ لربما وردت بعض الأبيات أعلاه خطأ لطول السنين وما خطه قلمي كان من الذاكرة القديمة

فمعذرة لكل من لم يرتاح بين هذه السطور

(جمعة مباركة) يافردة

الجمعة ٢٨/يونيو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى