أعمدة

د. محمد الريح الشيباني يكتب: طائر يعلمنا درساً في التفاؤل

بينما هو يحتضن صغاره في مكانه الذي بناءه بعناء كان يجمع عشه قشة قشة ، يأتي بالأخرى تلو الأخرى ، فبناءه بكل حب وعاطفة كل شيء فيه كان يدل على الدفء والأمان بالنسبة له كان أأمن ركن إيواء في العالم بأثره، بعيد عن تعليقات البشر اللازعة والصخبة لا يريد مدحاً أو ثناءً على جمال ذلك الصرح الذي عكف على بناءه بجهده وقلت جبروته ولا تطرب أذنه لمدح جزاء ما صنع أبداً ولا يهمه ذلك كان كل همه أن ينشئ ملاذاً آمناً لصغاره حاضراً ومستقبلاً ، ولكن المثير للدهشة كيف نقنعه بأن عشه هذا قد يبعثر عند أول نسمة رياح أو عند أول زيارة للهطل بعد مضي عام على مجيئه، يقدم لنا هذا الطائر درساً مهماً في التفاؤل ودحر اليأس

ولكن أتى ما لا يتمناه أو يتوقعه أو يحسب حسابه ساعة الإنشاء واختيار الموقع أو المكان ، هل كان ذلك الطائر يريد توثيق اللحظة وقت ثماله حينما توقع أنه يقيم صرحه على أعلى قمة في الرصيف ، دون أن يحسب حساب العواقب حينما حصل ذلك الماس الكهربائي الذي أدى إلى احراق عشه بالكامل، هل حدث ذلك بفعل البشر ؟ أم جرى ذلك من سوء التقدير وحسن الإختيار؟ لقد قام الطائر بكل شجاعة بإجلاء صغاره بصورة مثيرة للدهشة وقتها كاد أن يحترق هو بالكامل لأن ريشه لخفته يشتعل بسرعة وقد يسقط مشوياً ، ولكن بقدر ما كان مخطئ كان متفائلاً ، لقد تصرف بما يملئه على قلبه، ما ذنبه إن كان لا يعرف إلا الحماس والنشاط ليعيش اللحظة واليوم قبل الغد؟ البعض منا عجز أن يكون مثل هذا الطائر ، والبعض الآخر يقدف في أمواج اليأس العاتية لينجو بنفسه ، يجب أن نعيش اليوم بحيث تكون أعيوننا شاخصة إلى المستقبل بتخطيط وافي يضمن لنا عيش يناسب حياتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى