أعمدة

أشرف خليل: ما بين احمد عبدالرحمن وعلي الحاج!.

في أول شهور العام 1989 انخرطنا أنا والأخ الصادق ابراهيم الرزيقي في إجراء حوارات صحفية ممتدة مع عدد من القيادات السياسية كان أبرزهم لقائين، الاول كان مع الدكتور علي الحاج محمد والثاني مع الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد..

بعدها (هبت ثورة الانقاذ) ..

وطلقت الصحافة -أو هي طلقتني- دون أن ننفصل عاطفيا ووجدانياً..

وظللت فخورا بتلك الحوارات الفريدة مع أولئك النجوم السوامق، محتفيا غاية الاحتفاء بما حصلت عليه خلال تلك الحوارات من آراء ومعلومات وأفكار، كانت سانحة جيدة للتعرف عن قرب لطرائق مميزة في التفكير والتحليل والابانة..

وظللت بعدها لسنوات طويلة متتبعا خطوات الرجلين، منتبها لما خالطها من تحولات وتبدلات تبعا لتبدل الظرف العام والخاص..

وكنت أقوم بمقايسة ذلك عطفا على ما استلهمته من الحوارات السابقة..

وعليه وتلخيصا لما رسخ عندي من نتائج فإنني أستطيع قول التالي:

▪️ الأستاذ أحمد عبدالرحمن كان ولازال في محطة تكوين الدولة السودانية والمحافظة على ما هو متوفر ومتاح من تمظهراتها..

يمضي الي ايسر الدروب واكثرها امنا ودعة وسعة، لا يؤمن بالتغيير الراديكالي مهما تحقق منه من عائد أو قاد الي فتوحات..

هو سودانوي النزعة والوزع والورع، يثق في أيما جلسة سودانية ويؤمن بأن خراجها سيمضي إلى الخير كله..

عاجله واجله..

قابلته قبل أيام في زفاف كريمة الاعلامي عبد الإله ابوسن..

برغم الكرسي المتحرك إلا أن (تربيزته) ظلت في منافسة محتدمة مع كوشة العروسين..

ازدحم الناس عليه..

عرفهم وسامرهم وقطع لي موعدا لنهاية هذه الحرب اللعينة!..

▪️د.علي الحاج ..

هو… هو، لم يتغير كثيرا ..

مظهرا وجوهرا -ان صح التعبير- مازال محتفظا بتلك الابتسامة المخاتلة التي لم تغب إلا في لحظات ظهوره على قفص الاتهام في محاكمة مدبري انقلاب الانقاذ..

كما احتفظ بوظيفة صانع اللعب في كل الفرق التي لعب لها وبذات العيوب القديمة التي نشأ عليها وهي الامساك بالكرة والإكثار من المراوغة وعدم رفع الرأس مطلقا..

تلك العادة التي اجتهد (شيخ حسن) في تخليصه منها، الا انها لم تراوح!.

قبل سقوط الانقاذ بنحو شهر التقيته في (القصر العشوائي) وعندما دلفت خارجا همست لرفيقي:

(علي الحاج راقدلو فوق راي)!..

فقد قلل من المراوغة وكانت اجاباته متحفظة..

كان من الواضح أنه يمارس تمارين الإحماء لمباراة ستبدأ قريباً..

واستمعت البارحة لحواره مع سعد الكابلي..

ما زال الرجل (مدنقرا)!.

مراوغا على نحو نرجسي وغير مجدي..

(ما مهم القون .. مهم اللقطة)..

يلعب الدكتور بلا جمهور ولا فرصة له في النجاة من الهبوط الي (الليق)، إلا انه لا يبارح (عفيص الكورة) علي نحو لا يفيد إلا في منافسات (فش الغباين)..

(الألماني) نحن جميعا لسنا على باله ابدا..

ولطالما كنا!.

    *أشرف خليل*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى