أعمدة

صبري محمد علي: نظرة يا أبو إبراهيم

ورد الى بريدي طيلة ليلة أمس الكثير من القصص المُحزنة عطفاً على ما تناولناه بالأمس من حالات الموت عطشاً التي حدثت وما زالت تحدث للسودانيين على الحدود مع مصر

 تحت عنوان ..

*(الموت عطشاً إن الله سائلك يا برهان)*

حقيقة ….

 هي أفظع من أن يتحملها قلمُ و قلبُ و دمع

 بعضها مُوغلٌ في العنصرية من قِبل السائقين أو قُل تجار الموت

وبعضها فاقد لمعاني الشفقة و الرحمة

 *أن تراود إنساناً بتلذذ*

 على كوب من الماء هو له الخط الفاصل بين الحياة والموت بمبلغ (٢٠٠) جنية !

 أو أن تُسلَّم حمولة (البوكسي) الي تاجر آخر جهز الماء والشاي بجوار صخرة تصطلي بشمس أسوان يغازل أرواح العطشى

وكله بأضعاف ثمنه !

ولو أن تلفظ أنفاسك أمامه

فهذا لا يهم …

هؤلاء لا يعرفون الشفقة ولم تعرف قلوبهم الرحمة …

أن يأتيهم شخصاً يسيل لعابه للمال العطشان وهم في هذا الوضع الحرج يُصارعون الموت

يأتيهم بجهاز *(إستار لينك)* ليتواصلوا مع أهاليهم ومعارفهم لتحويل قيمة كوب الماء

 و إلا فلتموت عطشاً

 هكذا بكل بساطة

*قبيلة بعينها ….*

هي من إحترفت هذه المهنة منذ عقود يهربون كل شئ

 كل شئ مُحرم

 فكله في عرفهم حلال طيب

تغطي جوانحهم العنصرية المُستترة على من سواهم من المواطنين !

 *إحدى الروايات*

 أوردت مآسٍ من الإذلال اللفظي الذي تعرض له الفارون لا أريد أن أوردها نصاً حفاظاً على ما تبقى من ضغط وأعصاب ونبض

*أحدهم حدثني ….*

وكان برتبة أمنية كبيرة سابقاً قبل أن يُحال للتقاعُد أنه بقدر ما خاض من أهوال القتال ومخاطر العمليات الأمنية فإنه لم (يخاف) كما تملكه الخوف يوم أن سلك هذا الطريق بصحبة أسرته

يقول ….

سرعة جنونية

قيادة ليلاً بلا إضاءة

يُربٌط الرُكاب داخل حوض (البوكسي) كما الأنعام و رجولهم مدلاه خارج العربة !

*أحدهم حكي لي*

عن ما حدث لأسرة زميله في العمل خلال رحلة الموت

سقطت طفلة من السيارة المُسرعة

طالبوا السائق بالتوقف

 فرفض ….

قفزت خلفها أمها لتنقذها

قفز خلفهما الزوج

فلقوا حتفهم جميعاً !

والقصص التي يشيب لها الولدان لا تُحصى ولا تُعد

*فهل من حل أمني لإيقاف هذا العبث أو قل التقليل منه*

أقول ….

 نعم وبكل تأكيد فبالأمس وجهنا نداءنا لحكومتنا النائمة و وزرائنا من خارج الشبكة والى مجلس السيادة أن يهبوا لإنقاذ هذه الأرواح البريئة

بإقامة معسكرات بالولايات الآمنة تكفيهم شر هذه المخاطرة

وما زال النداء قائماً

واليوم نوجه نداؤنا *للرجال* …..

وعلى رأسهم سعادة الفريق اول

 (أبو إبراهيم)

 *السيد أحمد إبراهيم مُفضّل مدير جهاز المخابرات العامة*

 *والى وزير الداخلية و الى مدير عام قوات الشرطة والى قيادة شرطة مكافحة التهريب*

أناشدهم و بما لهم من خبرات مشهودة وصولات سجّلها لهم تاريخ المكافحة والضبط والربط

أن يروا إنسان السودان من أنفسهم خيراً

فالشغل شغلكم

 والحوبة حوبتكم يا سادتي ….

 للضرب بيد من حديد على يد هذه الفئة الباغية من المُهربين

فالأمرُ ليس مُستحيلاً

الطُرُق معروفه

ونقاط التجمع معروفه

ومن يُهرِّبون معروفون

ونوع السلاح بأيديهم معروف

فهلا أوليتم هذا الأمر إهتمامكم

حاربتهم الإنقاذ …

وقضت على شرهم وذهبت بريحهم وها هم ….

يعودون بنهب وشغف

 وليته كان تهريباً

 للسلاح أو البضائع

 بل هو إزهاق للأرواح وتدميراً

 لرأس مال هذا الوطن

 إنسانه العزيز العفيف

وإن زوال الدنيا لأهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق

فالله …

 الله ….

 في هذه الأنفس البريئة فلن يُحاجج البرهان عنكم يوم القيامة

فقدموا خططتكم ومبادراتكم

وتوكلوا على الله

*فلا تنتظروا أحداً فمن تنتظرونهم غارقون في شبر ماءٍ الفشل و العجز الفكري*

الثلاثاء ١١/يونيو ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى