على أيامنا ….
وعند نهايات الطفولة وبواكير الصبا كانت المهام تتوزع علينا حسب البُنية الجسدية والنُضج العقلي
بمعنى ….
لو كنت ولد (شليق) فلو كسرت رقبتك فلن يُسمح لك (بشيل) صينية الغداء لإيصالها للديوان …
أولاً حرصاً على سلامة المواعين (والعجب) لوكانت صيني
وثانياً ضمان سلامة وصول الأكل نفسه وفي ذلك قد تحدث كثير من الطرائف إذا حصل حادث عرضي للسائق بين المنزل والديوان
كعترة ، تكعبلت رجليك و قدر الله أن سقطت الصينية
او لربما بسبب فني كأن يكون قُطر الغطاء (طبق السعف) أكبر من قطر الصينية وإن كان هذا خطأ تصنيعي ولكن عليك أن تتحمل مسؤليته و كان هذا أكثر ما يُخيفني
فلو حدث لك حادث (لا سمح الله) مثل ذلك فستجد نفسك بين نارين
فإن وصلت الديوان وأخطرتهم بالحادث المؤسف الذي تعرضت له فلربما تأخد توبيخ بنسبة ٥٠٪ كون الأباء قد مروا بذات المواقف أثناء طفولتهم ويقدروا الظرف
لكن تعال شوف …
لو قادك حظك العاثر و قررت القرار الخاطئ ورجعت لامك !
(حا) تأخد (علقه من أمها) والتوبيخ المتواصل لربما تلاحقك لعناته ردحاً من الزمن كلما تذكرت الام ضحايا الحادث كصحن الصيني وصحن السلطة والملاًحة
و كأنما لو كنت قد دمرت برج (إيفيل)
والغريبة ان أي إناء لديهُن مُرتبطُ بذكرى شرائه لذا من الصعوبة أن يُغفر لك هذا الصنيع بسهولة مهما قدمت من مُرافعات
أما صينية الشاي و براد الصيني فهذه لها معادلات هندسية وإحداثيات مساحية عليك أن تعيها جيداً براد الصيني يجب ان يكون على (سنتر) الصينية (تمامن)
الكبابي مسافة بين كل واحده والأخرى ، السُكرية
(وطبعاً هذه جاءت لاحقاً)
كطفرة قروية
كل هذا التنظيم تقوم به الأم قبل إقلاعك بالرحلة والوصايا ستُلاحقك حتى باب الحوش !
و الغريبة أن هذه العادة مازالت مُتوارثة لدى نساء السودان وحتى كتابة هذه السطور
(كُلُو شي ولا العِدّة)
هذه (الرمية) مناسبتها قبل دقائق بعد صلاة المغرب طلبت من إبنتي الدكتورة (رنا) كباية الشاي فجاءتني بالصينية والكباية تتوسطها ولكن هناك بقايا شاهي مدلوق على الصينية !
وأنا الحكاية دي شخصياً بتعمل ليّ حساسية عديل و بتخرب مزاجي
فتذكرت طفولتنا وفظائعها مع عدة أمهاتنا (رحمهم الله)
هذا الموضوع أرى أنه ليس بعيداً عن موضوع (الجزيرة)
فيبدو ليّ في حاجة كده مفرملة الشُغلانه دي ما مفهومة !
الفريق آدم هارون كقيادة مُتقدمة وتعني الإشرافية لمحور الشرق وما أدراك ما آدم هارون فساد إنسان الجزيرة إستبشار وتفاؤل حذر
نعم من المُلاحظ أن هناك خطة وشيئاً ما يُطبخ بهدوء
كإختفاء النشر الإعلامي الذي كان سائداً من قبل
وهناك هدوء لربما ستعقبه عاصفة تحرير الجزيرة قريباً
لكن أظن مازال في زول شايل الكبابي و بتراجف !
منو؟ علمي علمك واحد
فرغم الجُذُر المعزولة وهِزال التمرد داخل الولاية و قد لا يحتاج لأكثر من (ضحوة كديب) بكافة أنواع الأسلحة
و لكن الله غالب
(لو نضمنا نتضقلم وكان سكتنا ترا ياهو الوجع ده) !!
مساء السبت ١٨/مايو ٢٠٢٤م