أعمدة

د. محمد الريح الشيباني يكتب: أفواج رحلات النزوح تعج بالعزارى 

مازلت موجات النزوح تغطي آفاق واسعة يصعب ربما أن يتخيلها العقل كم عدد الفاريين من صوت البنادق ؟ وإلى كم مكان يمكن أن ينزح هؤلاء الخريعين مادياً وصحياً لقد انهكت الأرواح وتعب الجسد وما عاد هناك طاقة لذلك (لقد بت الحيل تماماً) وأكلت ويلات الظروف ما تبقى من طاقة أو حماس لذلك ، تصور أن تترك المضارب دون أن يعلم متى نعاود إليها ونضرم نيران القوت أو الزاد فيها ، هذه الحرب أغلقت بيوت قٍرى كانت رمزاً لآنافة أهلها وكرامتهم، ولاذ أهلها بالفرار ، وباتت الأرصفة قبلتهم، تصور عزيزي القارئ أن تنام العزارى في المحطات والكافتيريات تاركات خدورهن ومواضع سترهن يوم تلو يوم يبحثن مثل غيرهن عن ملاذ آمن موقف مؤرق جداً أن تنام النساء والأطفال في محطات البصات لأيام وليالي بانتظار موعد الرحلات، يعطيك هذا إحساس البؤس رغم أنه ينبغي ألا يفارقك الإحساس بالأمل وحب الحياة كلنا نعمل أن هذه الحرب ستنتهي طال الزمن أو قصر ولكن هل ستعود الكرامة مع ذلك كله أعتقد لا يغسل هذا العار كله إلا الدم ولا تعود ود مدني أو الخرطوم أو غيرهن إلا بغسل الطرقات بالدماء وليس لنا إلا أن نقول اللهم انصرنا جيشنا الباسل على كل المارقين يارب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى