للعطر افتضاح.. د. مزمل أبو القاسم: يسكتون عن البشر ويتباكون على البقر!
للعطر افتضاح
د. مزمل أبو القاسم
يسكتون عن البشر ويتباكون على البقر!
* من المثير للسخرية، بل والتقزز أن تغض تنسيقية (تقدم) نظرها عن الجرائم المروعة والانتهاكات التاريخية التي ارتكبها تتار العصر الحديث في كل الولايات التي دخلوها بسنابك خيولهم المجرمة، وفعلوا بأهلها ومؤسساتها الأفاعيل، لتتحدث عن قصف الجيش للإبل والبقر في دارفور!
* دارفور التي أصدرت (تقدم) بياناً تستنكر فيه قتل بهائمها شهدت جرائم حرب مروعة وتطهيراً عرقياً غير مسبوق وجرائم ضد الإنسانية، وارتُكبت فيها عشرات الآلاف من جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي وسبي النساء وبيعهن في سوق (خور جهنم) كالجواري والسبايا، بعد اغتصابهن وإذلالهن بمنتهى القسوة والخسة!
* دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها شهدت قتل أكثر من خمسة عشر ألف مواطن بريء أعزل من أبناء قبيلة المساليت في الجنينة وأردمتا وغالب مناطق ولاية غرب دارفور بمذابح مروعة، وثقتها منظمات دولية وإقليمية ووسائل إعلام عالمية، مثل وكالة رويترز للأنباء وBBC البريطانية، وCNN الأمريكية ولومند الفرنسية، علاوةً على تقارير أممية ودولية صدرت عن منظمة العفو الدولية، وقدم بها كريم خان (مدعي محكمة الجنايات الدولية) إحاطةً موسعة لمجلس الأمن الدولي، أزاح بها النقاب عن جرائم الجنجويد وتوعد فيها قادتهم بالملاحقة والمحاكمة، كما أثبتتها وزارة الخارجية الأمريكية والبرلمان الأوروبي على المليشيات.
* في دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها أقدم أوغاد آل دقلو والمليشيات المتحالفة معهم على حرق مئات المدن والقرى وقتل أهلها وتشريدهم وتحويل مئات الآلاف منهم إلى لاجئين ونازحين ومشردين، كما شهدت نهب وتدمير كل مؤسسات الدولة وسرقة أموال وممتلكات المواطنين وقتلهم على أساس عرقي، بقسوة لم يشهد لها تاريخ السودان والمنطقة كلها مثيلاً!
* في دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها أقدم تتار الدعم السريع على إعدام الوالي المغدور خميس أبكر وحراسه ومرافقيه بمنتهى الوضاعة، ومثلوا بجثامينهم، ودهسوها بالسيارات، وعلقوها في الأشجار، قبل أن يجروها في الشوارع ويحرضوا نساءهم وأطفالهم المجردين من الإنسانية على التمثيل بها ورجمها بالحجارة، بمشهد تقشعر له الأبدان رعباً وتقززاً!
* حدث ذلك لخميس أبكر رحمة الله عليه مع أنه كان حليفاً للجنجويد وجناحهم السياسي (الحرية والتغيير المجلس المركزي) بتوقيعه على الاتفاق الإطاري!
* في دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها تم دفن الآلاف من أبناء قبيلة المساليت أحياء، فلم يفتح الله على (قحت) وتوابعها وإمعاتها ببيان استنكار أو كلمة رثاء أو عزاء لهم!
* صمتوا عن قتل آلاف البشر، والآن يتباكون بدموع التماسيح على الإبل والبقر.. فأي خِسّة تلك وأي وضاعة وأي خيانة؟
* من يزعمون أنهم يرفضون الحرب ويسعون إلى وقفها ويستهدفون بلابستها (كما يسمونهم) مارسوا صمت القبور على جريمة إمداد المليشيات بالأسلحة والعتاد الحربي بواسطة عدة دول، على رأسها الإمارات.. حيث لم ينبسوا ببنت شفة عن الجسر الجوي الضخم الذي يتم به نقل أحدث أنواع الأسلحة إلى الجنجويد عبر مطار مدينة أم جرس التشادية!
* ألا يُعدُّ تزويد الجنجويد بالتاتشرات والمُسيرات والمدافع الثنائية والرباعية المضادة للطائرات والمدافع الحديثة المضادة للدروع والعربات المدرعة (صرصر) والصواريخ المضادة للطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة تسعيراً للحرب؟
* ألا يتسبب ذلك في إطالة أمد الحرب وتضخيم خسائرها ومضاعفة أعداد ضحاياها.. فلماذا لا يتحدثون عنه؟
* لماذا لا يهاجمون من يدعمون الجنجويد مثلما يهاجمون من يدعمون جيشهم ويدافعون عن بلادهم وأهلهم؟
* هل قرأتم لهم أي بيان يستنكر تفويج الآلاف من المرتزقة الأجانب وإغراءهم بالمال وحشدهم من تشاد وليبيا والنيجر وإفريقيا الوسطى واليمن وإثيوبيا وجنوب السودان وغيرها للقتال مع الجنجويد؟
* ألا يعلمون بوجودهم وتورطهم في الحرب مع الجنجويد؟
* ألم يشاهدوا الفيديوهات التي وثق بها المرتزقة مشاركتهم في الحرب مع أوغاد آل دقلو، فما الذي يمنعهم من إدانتهم وإدانة من يحشدونهم لتسعير الحرب في السودان؟
* لماذا لا يطالبون بحظر طائرات الجسر الجوي الذي يتم به توريد أدوات قتل السودانيين عبر مطار أم جرس التشادي.. مثلما يطالبون بحظر طيران الجيش لمنعه من قصف الجنجويد ومرتزقتهم؟
* هل سمعتم لهم كلمة انتقاد واحدة لتورط الإمارات وتشاد وليبيا (حفتر) ودول أخرى في الحرب التي شنتها مليشيات آل دقلو على الشعب السوداني المنكوب؟
* هل قرأتم أي بيان يستنكر تدخل تلك الدول في الحرب؟
* هل قرأتم لهم بياناً عن السجون السرية للمليشيات، بعد أن قدرت وكالة رويترز للأنباء عدد المحتجزين فيها بخمسة آلاف، من بينهم شيوخ ونساء وأطفال، وقدرت جهات أخرى عددهم بخمسين ألفاً، تم اختطافهم وتعذيبهم وحجزهم في ظروف اعتقال مهينة فلقي الآلاف منهم حتفهم!
* لم ولن يفعلوا، لأن أفواههم القذرة ممتلئة بالمياه الآسنة، ولأن جيوبهم الواسعة تزخر بالمال الحرام ودولارات العمالة والخيانة بعد أن باعوا الوطن في أقذر وأحطّ أسواق النخاسة.