أعمدة

صبري محمد علي: وزير الداخلية علِّمُوهُم (طرح الوشّ)

وزير الداخلية علِّمُوهُم (طرح الوشّ)

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

أعتقد كل من يتابع من نكتبه يتضح له ….

أن دعمنا للشرطة في كل محافل القرطاس والقلم لم يتوقف والإشادة بنجومها الكواسر و الشرطة المجتمعية لم يتزحزح

 منذ أن كانت عقبات (قحت) الكؤود تكتم على أنفاس هذا الوطن

 لم نبتغي بذلك منّاً على أحد فذلك حق مستحق في حق الشرطة تقاصرت دونه حروفنا مهما كتبنا و إستطالت

 فالتحية لشرطة بلادي أينما كانت .

اليوم ……

 دعني عزيزي القارئ أحكي لكلم موقفاً حدث معي بقسم جوازات قنصليتنا بجدة وعندما أقول اليوم أعني اليوم الأثنين (٢٢) من أبريل الجاري .

 فلعلها ….

 الحادية عشر ظهراً وأن أطفئ مُحرك السيارة أمام بوابة القنصلية بعد رحلة من مقر عملي إبتدأتها الخامسة صباحاً تصحبني بناتي د.رقية رابعة طب والمهندسة عبير رابعة هندسة معمار

 بغرض تجديد جوازات

سفر أحدهما مُنتهي منذ أيام

والآخر تبقى له وحتى أكون دقيقاً (١٠) شهور

 ولكن تحسُباً لتقلبات الجامعات الخاصة في تحديد أماكن دراستها في ظل هذا التشرد فقررنا تجديد الجوازين الاثنين (مرة واحدة) .

حجزنا عبر الموقع الالكتروني كان الموعد أوائل يونيو القادم !

ولبعده عن مواعيد إستئناف الدراسة فقررنا أن نذهب ….

 فمن عادة القنصلية بجدة مشكورة أن لا تُعيد طالب خدمة (صفر اليدين) طالما وصلها فبهذا (العشم) تحركنا

وحقيقة ……

 ليس لديّ علم ولم أجد عبر الموقع الالكتروني للقنصلية الخاص بالجوازات ما يفيد بالأتي ….

أن القنصلية بصدد نقل موقعها الحالي الي موقع آخر

وأنها …..

حالياً لن تتمكن من تقديم الخدمة الالكترونية بل ستمدد الجوازات لمدة (٦) شهور بالختم العادي وبلا مقابل

لم يُكن العدد المُصطف أمام مكتب الضابط المُختص كبيراً

وكعادة كرم وتقدير السودانيين للمرأة فما أن رأوني إلا وبادروا يفسحون المجال لبناتي بالدخول أولاً

  فشكرتهم ثم أدلفت خلفهن كل واحدة تحمل جواز السفر وصورة منه وصورة من الحجز الإلكتروني

 (حسب شروط التقديم المعلنة بالموقع)

لاحظ …..

(حتى هذه اللحظة لا علم لنا أن التجديد الإلكتروني غير معمول به مؤقتاً للظرف المذكور آنفاً)

يجلس خلف المنضدة شخصان احدهما على صدرها والآخر على يمينه لا أعلم رتبتهما الشرطية حتى كتابة هذا المقال …

السلام عليكم

بادرت أنا بالسلام واقفاً من خلف بناتي

حقيقة لم أسمع إن ردوا السلام أم لا

(معاك) … والحديث ما زال لي

صبري محمد علي (العيكورة) !

أجابني (لزوم العيكورة شنو) او الجابها هنا شنو !

مُستنكراً لربما الجُرأة

 أو التعريف بنفسي حقيقة لا أدري

فشعرت أن الرجل لربما أساء الظن بي

فقلت له …

والله ياخي أنا (كاتب رأي عام) وأحببت أن أعرفك بنفسي وأتشرف بالتعرف عليك !

صمت الرجل ….!

وهو يقلب الجوازين

إقامة واللأّ زيارة (هكذا قالها)

فقلت له ….

واحدة زيارة و واحدة إقامة

قال …

 من زيارة ومن إقامة فأجبته

حتى اللحظة …

لم يذهب بي حُسن الظن من أنه تحريٍ لضابط جوازات وعلينا الإجابة .

إلا بعد السؤال ثالث

وليه واحده إقامة

و واحده زيارة !!!!

فقلت له والله ياخي واحده فصلتها من الاقامة لظرف الجامعة والاخرى ما زالت لم أفصلها !

وهُنا ….

أتساءل ببراءة هل للسؤال الثالث علاقة بتجديد الجواز أم هو شأن أسري محض؟

وهنا تلقفني من أدخلنا عند الباب أن علينا الأنتظار بالصالة لحين أن

 (ننده عليكم)

 وقد كان

لم تمضي ربع ساعة تقريباً إلا وجاءنا حاملاً الجوازين مختومين بالتمديد حتى ٢٠٢٤/١٢/٣١م .

الطريف في الأمر أن الجواز الذي دخل و به صلاحية (١٠) شهور خرج بصلاحية (٦) شهور وكان بإمكانهم أن يعيدوه أو يكلفوا نفسهم (رهق) الشرح فقط أن التمديد حالياً ليس الكترونياً وأنه لمدة (٦) شهور على الاقل من قبيل العلم بالإجراء !

لم يفعلوا شيئاً من ذلك

 لحظة إستلام الجوازات هي التي جعلتني أدرك حقيقة الأمر فعدت لمن يقف على الباب لأسأله وكان غير الذي ادخلنا وأعرف ملامحه جيداً فقد زارنا ضمن الوفود القنصلية الزائرة قائداً لإحدى السيارات

لأسأله …

 (ياخ الحاصل شنو)؟

وأنا أتصفح أحد الجوازين

فأجابني بكل عفوية

ياخ نحن ما راحلين

طيب لي وين؟

هنا قريب ….

و(لم يكمل الجملة لانشغاله مع آخر)

طيب متين راحلين؟

يوم واحد خمسة (أي الاول من مايو)

يا بنات ….

 يلاٌ نلحق صلاة الظهر في الحرم

وقد كان والحمد لله

على كل حال …..

فما حمل لنا إسم الضابط ورتبته هو الخِتم

ولكن لن نذكره تأدباً أمام جناب الشرطة العالي

و لكن نقول لسعادتو …..

أولاً آسف جداً أن قلت لكم

 (محسوبك فلان الفلاني)

ثانياً …..

أحسنوا الظن بمن يقف أمامكم فليس كل طالب خدمة هو مُتسلقاً أو من عُشاق الدبابير

 والوظيفة يا سعادتو …

(ضُل ضُحى)

(سامحكم الله)

وحتى لا يزايد على هذه السطور أحداً

فادعوكم لمقالنا

 بتاريخ ٢٠/فبراير ٢٠٢٤م

وتحت عنوان …

*جوازات قنصليتنا بجدة والعمل بنظرية (الألفا)*

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

تشرفت بالامس بزيارة قنصليتنا بجدة لإنهاء معاملة واستميح القارئ الكريم في البدء أن أحيي طاقم الجوازات إبتداءاً من الذي يقف على باب الصالة وحتى أكبر رتبة شرطية تقوم على إنجاز معاملات المواطنيين

ومُنطلق إعجابي …..

 كان في الجُهد المبذول بإمكانيات متواضعة بسيطة تعتمد على الكادر البشري المتاح (صحيح إنهم ما شوية) ولكنهم اكملوا النقص المُحوسب سواءاً في طريقة الدخول او الإجلاس والحقُ يُقال ….

 كُلُه بأخلاق عالية وإستقبال طيب بلا غلظة ولا فظ في القول ولا تجهُم ….

طيب ….

نأتي لموضوع *(الالفا)* وعلاقته بما كنت شاهداً عليه بالأمس

 (فالألفا) بالألف الممدودة او الهاء (الألفه)

 لمن لا يعرف أنه تلميذ بمواصفات مُعينة يرتضيها الأستاذ المشرف على الفصل

 أعلاها أن (يخاف منو التلاميذ) وأدناها أن يكون مُنضبطاً في الحضور وإن كان به بسطة في الجسم فهذا (ممتاز)

مهمته هي ….

 تنظيم التلاميذ عند طابور الصباح والسير بهم الى داخل الفصل بإنتظام و تسجيل الغياب والإشراف على تسجيل الطلاب المرضى الراغبون في مقابلة المساعد الطبي بشفخانة القرية وضبط الإزعاج عموماً

وكلنا كنا نطلب و ده خوفاً من الأستاذ

يعني بلغة أولادنا الجامعيين هذه الايام هو ال (leader) بتاع القروب او الدفعة .

بالأمس سرحت بخيالي أنا والأستاذ حسن عبد الرحيم شاب عجوز في سني و (لربما) يصغرني قليلاً

*(ده لو ما كان صابغ)*

 من أبناء (حلفا الجديدة) تعرفت عليه البارحة

ونظراً ….

 لتعطل شاشة عرض أرقام المراجعين (كانت موجودة) ولكن يبدو انه قد أصصابها ما أصاب الوطن من فقر الموارد .

(فاااا) ….

نعم الحجز كان الكترونياً (زي العجب) تستلم نسخة منه عند (كاونتر) الباب الرئيسي للصالة مع (وريقة) صغيرة بها رقمك المتسلسل لمقابلة الضابط

و عليك …..

 أن (تقيف شماعة) ريثما تصبح من أصحاب الكراسي و وفقاً لنظام مُحكم من (عمك عبد الله) وشاب آخر يُديران عملية (الزحزحة) البشرية

تعال يا أستاذ

أقعد يا أستاذ

(زِح شوية)

أسمع يا خينا

وغيرها من حصرياتنا اللغوية

 (تُر شوية ياخ) ، (الكُد ليّ الزول القدامك ده)

تتبع الارشادات …!

 أمورك تمشي زي الحلاوة حتى تجد نفسك أمام شُباك السيد الضابط وأنت جاساً على كُرسي مُريح بعد التحري والتصديق

عليك أن تتجه الي شُباك المُحاسبة الذي لا يقلُ فخامة عن الشباك الاول بيد انه ينقصة

(جهاز لقياس الضغط)

(دفع من أمو) …!

مُوظف ظريف آخر جلس على كُرسي خلف (دُرج مدرسي) لتبصم بأصبع يدك اليمنى ….

 بانك عثمان ود حاج اللمين وأمك السرة بت علي

 وهو(أي المُوظف) على ذلك من الشاهدين

 وعلى صحة الإسم (بالانقليزي ) هي أيضاً من مهام هذا الأصلع المرح

(له التحية)

بعدها تتجة لموظف يجلس أيضاً خلف

(دُرُج مدرسي) ليُحرر لك إيصال الإستلام

 ثم تذهب الى (دُرُج مدرسي) آخر ليجلسك صاحبه على صف التصوير الخطوة الاخيرة

الإجراء بصراحة ….

 سريع ومُمّتِع وبه كثير من بساطة أهلنا ومباصرة الحياة

فالمواطن السوداني شخص بسيط لا يبحث عن الرفاهية والأبهة بقدر ما تسعده الكلمة الطيبة والوجه الطلق وهذا الذي يحدث بجوازات جدة

 بلا مُجاملة

موظفون يجلسون خلف (أدراج فصول مدرسية) !

 ليخدمون الناس

 وشعب مُتلقٍ للخدمة سعيد بأبنائه وشبابه خلف الحواسيب وخلف الزجاج وخلف الادراج المدرسة المُهم لديه أن تصله الخدمة

فما أعظمك من شعب وأصبرك

*تحية مُستحقة ….*

*لطاقم جوازات قنصليتنا بجدة*

 فليس بالديكور والفخامة وحدهما يُمكن تقديم الخدمة فقد فكرتم بعزيمة وفهم (خارج الصندوق)

من أجلنا

لم يخلو الجلوس و(الزّح) ونحن ننصاع تعليمات (عمك عبد الله) بالملًي

من التعليقات الهامسة مع صديقي حسن عبد الرحيم على زِيّ شبابنا هذه الايام

 (صديري , على الله ، جلابية ، طاقية ، عِمّة)

 وأنواع الحلاقة و تغيُر قصات الشعر

إنها ثقافة شعب إختطفتها العولمة كما الآخرين

و(إحنا مالنا يا عم حسن)

*الثلاثاء ٢٠/فبراير ٢٠٢٤م*

ٍ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى