صبري محمد علي يكتب: *شُكر الي السودانيين بالدوادمي*
*شُكر الي السودانيين بالدوادمي*
بقلم/صبري محمد علي
خاص ب {سودان بلا حدود}
أرسل لي إبنوالعم و أستاذ اللغة الإنجليزية عمر عبد الرازق رسالة مؤثرة تتارجح مابين الحُزن والإمتنان .
فالحزن جاء لفقد عزيزين في غضون ساعات معدودة إبن خاله الرجل الشاب الهين الضحوك (المغيرة إبراهيم الدباسي) التي حدثت (بالدوادمي) السعودية
وفاجعة الوفاة المُفاجئة لإبن أخيه البكر طالب الهندسة عبد الرازق مرتضى عبد الرازق التي حدثت بالسودان
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا) الآية
رسالة أستاذ عمر …..
والتي سنفرد لها مساحة اليوم جاءت بين الوجع المُظلل بالفخر والإعتزاز بالسودانيين المقيمين بمنطقة الدوادمي فأزجى لهم الشكر والتقدير لما قاموا به حيث توفى (المغيرة) رحمة الله عليه وهذا برأيي الشخصي ليس بمستغرب على السودانيين حيثما وجدوا ولو كان (عمراً) بينهم لفعل أكثر مما فعلوا .
خالص التعازي للأسر المُنصهره في هذا المُصاب الجلل بالعيكورة والمسيكتاب والولي فرداً فرداً
وللسودانيين بالدوادمي أقول ….
(جزاكم الله خيراً) ولا أراكم مكروهاً في عزيز لديكم وأخلف لكم بالخير والزيادة لما أنفقتم
وأترككم عزيزي القارئ مع رسالة الأستاذ عمر عبد الرازق ……..
*لا تحزن بما جرى*
*ياضال الطريق*
*ميّل على أهل القرى*
*أهل الفضل يفخر بهم*
*بيظللوك بي حنهم*
يظل دائماً وأبداً أهلُ القرى هم أهل الكرم والرفد والمكارم والاداب والقيم يعلو كعبهم فوق المدن كحقيقة لا تخطئها العين وتثبتها المواقف.
فُجعنا …..
في أخينا المغيرة إبراهيم الدباسي والد عزة وإبراهيم رحل في ريعان شبابه بعد ان لازم المستشفى وعانى مع وعكته في صبر شديد
كان بمستشفى (الدوادمي) غرب الرياض ومعه ابن أخيه الشاب الغض إبراهيم عبد الحافظ ملازما ومرافقا له في مرضه. استاجر له والده شقة بجوار المستشفى لموانع وجود مرافق له بقسم العناية بالمستشفى لدواعي راحة المريض
وكعادة اهل السودان في كل مكان
فقد ….
اكتشفو ان هناك مريضاً سودانياً في المستشفى فاول ما فعلوه بعد زيارة المريض هو ….
أن قامو بتسليم الشقة لمالكها ورفضوا أن يمكث المرافق بها وأدخلوه بيوتهم الكريمة العامرة بابوابها المفتوحة.
وكانت مواعيد الزيارة بالمستشفى هي لنصف ساعه قبل الافطار ونصف ساعه قبل العشاء فكانوا مداومون على الزيارة مع المرافق وإيصاله بسياراتهم لفترتين في اليوم دون كلل او ملل او تقصير
ولمن لا يعلم فبالدوادمي دبلوماسية شعبية عريقة منذ عشرات السنين
لشيوخ عمروا لعشرات السنين كسفراء لبلادهم في تلك البقعة القصية.
وحين الوفاة ….
و في سويعات قليلة كانو هم اهل الأمر تولوهوا بالكامل وباشروا اجراءت الشرطة والسفارة واوراق المستشفى وتصاريح الدفن وسيارة نقل الجثمان الطبية.
وقامو باستئجار الاستراحة للضيوف على نفقتهم الخاصة وتجهيز وجبة الإفطار للضيوف القادمين من كافة أنحاء المملكة كعادة اتخذوها في مثل هذا المقام وكما ثبت في السنة عنه ﷺ: أنه لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب عندما إستشهد في غزوة مؤتة، قال لأهله ﷺ: اصنعوا لآل جعفر طعامًا؛ فقد أتاهم ما يشغلهم فإذا مات قريب الإنسان، أو جاره؛ استحب لأهله وجيرانهم أن يصنعوا لهم طعامًا
فهذا ما فعله سودانيون بالدوادمي نصاً دون نقص
فشيّعوه مع اعداد غفيرة من المواطنين السعوديين لا سيما صاحب العمل الذي وقف بنفسه مع أشقاء (المغيرة) في اعداد القبر وقفة الاخ لاخيه وقد جاء من قرية من قرى ساجر التابعة للدوادمي
المقام مقام حزن وفقد كبير ومصاب تزامن في ذات التوقيت مع فاجعة شاب وطالب هندسة وكبير بيته وعون اسرته وعضد ابيه الشاب عبد الرزاق مرتضى عبد الرازق الذي مزق نياط القلوب وفاته في ذات الساعة بالسودان.
ولعل ما ربط على قلب الاسرة الكبيرة هو تكاتف ومواساة الاخوان بالعيكورة والمسيكتاب والمملكة العربية السعودية والاهل جميعا الذين نعجز عن شكرهم ولكن موقف السودانيين بالدوادمي الذي سيكون باذن الله توثيق وربط لاواصر الاخوة بين العائلات. جعل الله مواقفكم و وقفتكم مع اهلكم السودانيين شاهدا لكم يوم القيامة.
وكان بالدوادمي من يمثل العيكورة والمسيكتاب عضوا في هذا التجمع الفريد الراحل سيد احمد محمد علي وكان فاعلا في هذا التكوين السوداني المتراحم رحمه الله رحمة واسعة.
اللهم أجمع قلوب السودانيين جميعاً على الطاعات واجعلها في موازين حسناتهم وخفف مصابهم وهون عليهم الابتلاء في فقد المال والولد وأجمعهم جميعا في جناتك جزاء وفاقا بما وعدت وجزاكم الله خيرا.
*(عمر عبد الرازق يوسف)*
٢٩/رمضان ١٤٤٥ه
٩/أبريل ٢٠٢٤م