د.محمد الريح الشيباني يكتب: هؤلاء ينتهجون النزق السياسي
الأثر يدل على المسير والبعر يدل على البعير ، حرب طمس الهوية وتهديد الوجود الحرب التي لم تسلم منها حتى النوافذ من السرقة هذه لا تسمى حرب هذا منحدر إلى الفناء الكامل الحرب التي كان الهدف منها ازلال الكل النساء والأطفال ودور العبادة والمقدسات هذه ليست حرب عادلة ، حرب الغدر والخيانة الحرب التي لم تعط أي فرصة للخصم أن يكون نداً حقيقاً الحرب التي تعطلت فيها كل أجهزة الدولة الرسمية بكافة أطيافها الوزرات وكل الأعيان المدنية ، وهذا يدل على تعطيل كل سبل ممارسة الدولة لنشاطها الحياتي ، ومباشرة أعمالها الطبيعية، ومع ذلك كله مازال بعض الحمقى وساقطي الهمة يصفونها بأنها عبثية سيظل هؤلاء خلو من البأس صفراً من النخوة إلى متى يظل هؤلاء يثملون من كؤوس النزق بل أن السفه صار كالخُمُر يغطي قِراعهم التي خوت من العقل واللب وكل مصادر الحكمة والتكريم ، هؤلاء ينتهجون النزق السياسي بعيدين كل البعد عن الديمقراطية التي ترتعد بها ألسنتهم ليس إلا.
خسارتنا في هذه الحرب لا تقدر بثمن كل شيء ممكن يتم تعويضه إلا انتهاك الشرف هيهات هيهات ، نسترد كل شيء نعم إلا الشرف ، الإنسان طوال عمره يكتب في التاريخ ببراقش من الألوان ولكن نحن نقدم للعالم بأثره نمط من شكل الحروب التي لم يسبق لها أن دارت في أي من العصور ، حرب من باع الأهل والعشيرة والجيران إلى وحوش أتت من شتى أصقاع العالم والإقليم حرب ممارسة الفوضى واللامبالاة ، ولكن لابد من فجر يفتق كل أجفان الغسق ومهما أشتدت العاصفة لابد من السكون ، و ربما باتت بوادره تلوح في الأفق القريب قبل البعيد ، وفي الختام أرض الحاضرات ستنتصر وهذا هو الأجدر والأرحج.