صبري محمد علي: الجامعة الوطنية بين العجز والديكتاتورية
الجامعة الوطنية بين العجز والديكتاتورية
بقلم/صبري محمد علي
الجامعة الوطنية و تحت إدارة رئيسها (البروف) قرشي محمد علي وبعد أن أقامت الدنيا ولم تقعدها بواكير إندلاع الحرب في حرصها على إستكمال العام الدراسي في بقاعٍ شتى خارج السودان دون مُراعاة للظرف الماثل
بل و ….
(نالت شرف)
أول جامعة لم تلتزم بقرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي يومها القاضي بتعليق الدراسة في كافة الجامعات الحكومية ثم تبعها بالقرار الخاص بالجامعات الخاصة
ثم حدث نوعاً من الإنفراج لا أعلم مداخله ومخارجه بأن بدأت الجامعات الخاصة في إقامة مراكز خارجية كمصر والأمارات والسعودية ودول أفريقية أخرى بالإضافة لبعض المراكز الداخلية حسب الوضع الأمني …
وكان مما يُحمد لجامعة (البروف قرشي) أن أنشأت مركزاً بالممكلة العربية السعودية إرتفع عدد الطلاب حالياً الي (٤١٥) طالباً وطالبة تقريباً أكملوا إمتحان الفصل الدراسي الأول بمركز الرياض العاصمة السعودية .
و لكن ….
فاجأت الجامعة طلابها عبر موقعها بإيقاف إستكمال الفصل الدراسي الثاني بمركز (الرياض) بعد أن قطعت فيه شوطاً مُقدراً
و طالبتهم بالتوجة الي مركز مصر أو بورتسودان
نعم هكذا كان رد الجامعة بكل بساطة
و بعقلية إدارية أقل ما توصف بأنها (ديكتاتورية) محضة لا تسأل عن مقدرات الأسر ، التأشيرات ، التذاكر ، الإعاشة ! فبعد أن بذل أولياء الأمور (دم قلوبهم) لتجميع أبنائهم وبناتهم رغم إرتفاع مستوى المعيشة بالسعودية والخليج عموماً
إلا أن لجامعة (الإمبراطور) رأي وقرار لا يستحضر كل هذه الهموم و المُسلّمات الأسرية
وسأورد النص المنسوب للبروف قرشي والذي تم نشره داخل (قروب) لأولياء الأمور .
والنص جاء رداً لمُناشدتهم أولياء (للبروف) عبر نائبه د.محمد عبد القادر يطالبونه بعقد إجتماع معهم عبر تقانة (الزوم) كون الأمر يتعلق بجوانب مالية وإنسانية وإجرائية من حيث التأشيرات وغيرها وأبدوا إستعدادهم للمضي مع إدارة الجامعة لحلحلة الإشكال أياً كانت
(نحتفظ بصورة الخطاب)
والحق يُقال …
فقد جاء خطاب أولياء الأمور متوازناً وعقلانياً في إنتقاء المُفردات و إيجاز المعني ممهوراً بأسماء لجنتهم المكونة من عشرة من الأعضاء رجال و سيدات
ولكن جاء الرد (الصادم) المنسوب (للبروف) قرشي
كالآتي ….
(حاولنا في السعودية والامارات ولم نوفق في ايجاد اماكن مناسبة وشروط مناسبة وتدريب يرضي معاييرنا، رغم. ذلك لا نجد وقتا للعمل ولا للراحة من كثرة الرسائل والالحاح من اولياء الامور، فقط انصحهم – اذا اصروا على موضوع السعودية والامارات – ان يستقيلوا من الوطنية ويحولوا للجامعات التي وجدت موقع في السعودية والامارات، لا نستطيع ان نخدع انفسنا واولياء الامور بمثل تلك الترتيبات، ونفضل ان نحتفظ بربع الطلاب الذي يثقون في خياراتنا)
نعم هذه هي الوطنية التي إختارها بروف قرشي إسماً لجامعته
(إما ما أرى أو أنصحكم بالإستقالة) !
(نفضل الإحتفاظ برُبع الطُلاب الذين يثقون في خياراتنا) !
السؤال البديهي الذي يجب أن يُجيب عليه القائمون على أمر هذه الجامعة
كيف إستطاعوا إستكمال الفصل الدراسي الأول ؟
وما المانع في أن يستكملوا العام بذات الآليه رغم المبالغ الطائلة التي أرهقت كاهل أولياء الأمور في سبيل عدم ضياع العام الدراسي .
و لتُصارح هذه الإدارة أولياء الأمور بما واجهته من صعوبات لبحث تذليلها وحلها وإن تطلب الأمر زيادة في الرسوم ! ما المانع؟
فالامر ليس موضوع
طالب (مقطوع من شجرة) لتحركة الجامعة كقطعة (الشطرنج)
بل هُناك إمتداد أسري وحسابات وميزانيات مالية لتلك الأسر
ولن أتطرق هنا للظرف الإنساني الذي يعيشة مُعظم السودانيون بالداخل والخارج
لأنني لا أتوقع أن تكون من ضمن قاموس مفردات جامعة
يرفض رئيسها الإجتماع بأولياء الأمور في هذا الظرف الإستثنائي !
ويكتفي برسالة (واتساب)
(منطق غريب)
يا سيدي ….
لدينا سفارة مُحترمة و بالإمكان لمندوب الجامعة و أولياء الأمور شرح تلك المُعوقات للسيد السفير فقطعاً لن يتأخر في تذليلها مع الجانب الرسمي السعودي إن تطلب الأمر ذلك .
حقيقة لن أعلِّق علي جُملة
إن الجامعة تُفضل أن تحتفظ برُبع طلابها الذين يثقون في خياراتها !
فالأمر هُنا لا يخلو من (ديكتاتورية فكرية) تُمارسها إدارة هذه الجامعة ليس هذا مكانها وظرفها
فهؤلاء الآباء المشفقون على مستقبل أبناىهم وبناتهم …
لم يطالبوا بتغيير نظام الإدارة و لوائحها الداخلية فقط طالبوا
بالجلوس معهم للتفاكر حول كيفية إستمرار الدراسة
في هذا الظرف الإستثنائي الذي تداعى له حتى الغُرباء والجيران
فما بال (البروف) قرشي وجامعته يتأخرون عن هذه الملحمة الإنسانية !
وما الذي يضيره في أن يُكمل الطلاب عامهم الدراسي حيث إبتدأوه !
فهل من المنطق ……
أن تطلب من طالب أن يدرس فصل دراسي في دولة والفصل الآخر في دولة أخرى؟
(الحكاية ليست مُشوار حافلة بين مناقزة والحصاحيصا يابروف)
أتمنى صادقاً ….
على (البُرُوف) قرشي أن يُولي أمر مركز (الرياض) بعض إهتمامٍ وان تراجع الجامعة قراراتها فأعتقد أن عدد طلاب تجاوز ال (٤٠٠) طالب وطالبه عدد (ما ساهل) من حيث المردود المادي و يُمكن توفيق أوضاعه
فلكل مُشكلة حل إذا خلُصت النوايا وتوفرت الإرادة وتسامى الجميع
فوق المكاسب المادية
حتماً …..
عندما دخلت الجامعات الخاصة هذا الباب من أبواب الإستثمار كانت تُدرك جيداً أنها تجارة تخضع لحسابات الربح و الخسارة
ولكن …..
يجب بأي حالٍ أن لا يكون الطالب هو طرفاً في هذه المُعادلة .
وأخيراً …
أنصح جميع أبنائنا وبناتنا الطلاب بعدم تقديم إستقالاتهم مهما راودتهم إدارة هذه الجامعة أو غيرها ..
وإن تعذّر الأمر ففي ساحات القضاء
مُتسع وإنصاف فتشبثوا بجامعاتكم
وعلي إدارة الجامعة الوطنية أن تتحلى بالوطنية خلال هذا الظرف الإستثنائي من تاريخ السودان وتفكر (خارج الصندوق)
كما فكرت جامعات أخرى
لم ينال طلابها منها
إلا كل جميل من حسن المعاملة
و لين القول
وحُسن الخطاب
والعزيمة على المُضى نحو النجاح
حتى تحقق الهدف
فأكملت عامها بكل تجرد و وطنية تستحق عليها الإشادة .
الأحد ٣/مارس ٢٠٢٤م