أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب: بالأوراد: ليلة مع سايرين
أجراس فجاج الأرض
عاصم البلال الطيب
بالأوراد: ليلة مع سايرين
وزير الداخلية ودعامة وجها لوجه
لم يخف سعادة اللواء مترجل والخبير الإقتصادى والجمركى خليل باشا سايرين هويته عن افراد دعم سريع إقتحموا منزله ليلا بمقر إقامته الواقعة تحت سيطرتهم حتى يومنا بالعاصمة الخرطوم ،لم يتعجل ابن باشا مغادرة منزله رغم العلمية بالمخاطر واستهداف الدعامة للنظاميين خادمين و معاشيين ولو مقبورين فدورهم واهليهم اولاد لذين يستحقون إذاقة مرارات بنفوسهم عالقة ضاربين بقيم تعايش وتسامح عرض تاريخيتها بعلاتها تصلح للتأسيس والبناء عليها ،فكلنا مهمشين ومظلومين ،سبعة أشهر بالخرطوم بحرى جلها بشمبات قضيتها شاهدا ميدانيا لو أسعفنى العمر واعانتنى القدرة والحيلة، سفرا أدونها للتاريخ وللأجيال واتمنى أن يكتب سايرين تجربته عن معايشة وكل شاهد حرب مقتدر عليه تدوين الوقائع مجردة بخيرها وشرها وحلوها ومرها وبتراجيدتها الضراء وكوميديتها السوداء والسراء، و جيلى درس تاريخا أكاديميا جله مزيفا وحتى الجامعة مؤهلا و بعين واحدة مكتوبا وبيد غير شاهدة ارتضت إملاءً زائفا،دراسة التاريخ للتمجيد والتشنيع مع التجريد و ليست حجوة بل وقفة هى للمراجعة والإعتبار،ولو تاريخنا كتب كما هو لما اصطرعنا فى ما بيننا حرب إثر أخرى حتى بلغت الحلقوم والخرطوم،التحسس من التطرق لكل كبيرة صغيرة وخط خطوط حمراء مسبب كبت يعقبه انفجار وامتلاء دنيانا بالفجار،خطوط حمراء وهمية منصوبة شراكا ومدفونة ألغاما ومتوارث إختطاطها حقيقة بالإزالة كما كثير من ذاكرتنا الإنسانية،ويغبطنى إعلان سايرين سياسته على رؤوس أشهاد صحفيين وفى معيته قادة الإعلام الشرطى اللواء المتصوف إبراهيم مصطفى والعميد والناطق المتوثب فتح الرحمن التوم و شرطيين عظام بمكتب وزير الداخلية اللواء سر الختم والعقيد نميرى وعزمه على محو مفردة الخطوط الحمراء تمليكا للمعلومات ووأدا للشائعات ونموها تطفلا بين فراغات الحمراء،وامام لفيف من الزملاء يقتلنى إلي إلى إلتمام شملهم الشوق الكميد، وفى اول تطبيق عملى لمناهضته سياسة الخطوط الحمراء بعيدا عن الإفشاء المؤذى لكلية مصالح الدولة، ينبث سايرين شفويا ومواطنا بأول حرف من شهادته الميدانية من أرضين المعارك أمام جمع من الصحفيين والإعلاميين لو المقال يتسع يستحقون الذكر بالإسم ملبين دعوة من مكتب وزير الداخلية فى نادى الجمارك بالتنسيق مع الزملاء عمر الكردفانى وحافظ الخير للقاء تعارف مع سايرين وزيرا مكلفا حديثا ولكنهم زملائى لا يستطيعون تفويت فرصة للأسئلة وما البال وهى سمينة،سمعت مها التلب من على منصة الوزير ممثلا بالعمرية لرفاق مهنتى وتقديرا لدورهم قائلة ضاحكة لا نحتمل إمساكا عن الأسئلة وأقسمت هميسا والله ما بنقدر،لم يجد وقفا تذكير من عقيد المكتب التفيذى نميرى للوزير فى حضرة لوائه سر الختم بأن اللقاء إجتماعى تعارفى ووقته محدود لايقاف إنهمار أسئلة الشارع بلسان الصحفيين مستغلين ترحيب سايرين بالخروج عن نص الدعوة وهو الناجى بالذكر والأوراد من قبضة دعامة زاروه واسرته ليلا بمقر إقامتهم بولاية الخرطوم منادين عليهم بأصوات مرتفعة سمعها و إستجاب لها ولده فهرع لوالده مخبرا بوصول الدعامة لعقر الدار،فاخفى سايرين هاتفه تحسبا من تفتيشه غير عالم الزيارة الثقيلة بقصدية أم عشوائية ليكتشف وراؤها من دلهم متشابهة عليهم القوات النظامية وليس بفارق معهم الانتماء لأيها وكل منسوبيها أهداف مشروعة للتعامل معها بطرائق قددا،تعامل فريق الزيارة بناء على معلومة بأن سايرين لواء بالجيش ليصحح هو المعلومة غير هياب بأنه لواء شرطة مترجل عن الخدمة،وبعيدا عن مسامع الزملاء سألته كيف نجا صيدا حنيذا من هذه القبضة وجارى ببحرى لواء فى الآخرة اقتحموا منزل أسرته وصرح أحدهم بأن كل نظامى هدف ولو مات قبل الف سنة،فاجابنى فورا سايرين بأنه نجا أقله من إعتقال وأسر بالذكر والأوراد وبرحمة صرف الله عنه شرور تلك الزيارة ولاحقا رحلة الخروج بحافلة عامة من الخرطوم لبورتسودان مرورا بارتكازتهم متعرضا دون غيره بعيون بعضهم فاحصة للسؤال والتفتيش ولم يتلمسوا ما يشير لهويته فيسمحون له بمواصلة الرحلة غير عالمين لحكمة إلهية ان من بين ايديهم فى طريقه لتولى منصب وزير الداخلية ولعله لخير له ولهذه الوزارة والمهمة وهو يعلم بانها الأصعب وما دونها الأهون ولو كان وقوع فى الأثر والإعتقال،لم يدع سايرين بطولات ولم يقف كثيرا لدى مخاطبته لزملائى عند زيارة الدعامة متجاوزا ذكر الواقعة بتجرد دون إرغاء وتزبيد وسب ولعن لا ينفع ولايفيد لإبانة الحقائق ولإعانة المجتمع لبناء رأى عام متوازن ودون تحميل مكونات مسؤولية خراقة أفراد، لكنى استغللت قربى من مقعد سايرين ولم استطع الإمساك عن طرح الأسئلة عن الزيارة الليلية لاتحصل على بقية الرواية ولليلة السبت بنادى الجمارك وما فيها من رؤوس قضايا ومواضيع تمسسنا اجمعين اعود غير متلفع بالصمت.