أعمدة

*اشرف خليل يكتب: لماذا شندي؟!.*

*لماذا شندي؟!.*

 قبل 127 عاما اجتاحت قوات التعايشي بقيادة محمود ود احمد مدينة (المتمة) واستباحوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة، فيما عرف تاريخيا بـ(كتلة المتمة)..

ذلك الاجتياح الذي مهد فيما بعد للقضاء على أحلام التعايشي في التمدد والسيادة ..

(كتلة المتمة) منحت المشروعية الناصعة لمناؤي المهدية للخروج عليها ومصارعتها كما نزعت عن المهدية تلك القدسية والاخلاقية التي طالما رفعت راياتها وتدثرت بها..

كانت المتمة القشة التي قصمت ظهر الثورة السودانية الوليدة..

فلماذا اقحم الخليفة جيشه في تلك الجريمة النكراء؟!..

▪️كان يستعد ويتحضر لمعركة فاصلة وكبري مع جيش (كتشنر) القريب من التخوم..

فلماذا شغل نفسه وجنوده في معارك جانبية لا منتصر فيها سوى اعداءنا؟!..

 هل وقع اسيراً للوشاية والوقيعة بينه وبين امير الجعليين(عبد الله ود سعد)؟!..

 ام ان الاخير كان (طابور خامس) فعلاً؟!..

ومتى اصبح كذلك؟!..

فالثابت تاريخياً انه كان احد امراء المهدية الابرار، وعلامة بارزة وفارقة في كثير من معاركها في ميادين القتال والرأي..

▪️كان الخليفة قد طلب من ود سعد ترحيل المتمة واهلها الي الضفة الشرقية من النيل حتى يتسنى للقوات الاستفادة من المكان..

قالوا انه وافق للخليقةابتداءً، ثم ذهب إلى أهله يتمطى..

فأسرج خيل المواجهة..

تقول بعض الروايات أن الخليفة استفزه بقوله:

(بندور منكم الزاد والمراة السمحة)!.

واظنها مكذوبة..

هي حجة واهية، ومبرر غبي!..

فإن كان الخليفة أراد ذلك، فلماذا الطلب بنقل أهل المتمة إلى الشط الآخر؟!..

▪️من الواضح ان ثمة ايادي آثمة تدخلت وعمدت إلى إشعال نار الفتنة وتأجيج الصراع..

(كل دا نخليه)..

ولنمضي للطريقة التي حُل بها الخلاف..

كانت عن حق بالغة الفظاعة!..

فتحت القوات نيرانها علي الجميع دون التقيد بقواعد الاشتباك..

ثم أوغلت في توحشها لـ 3 أيام بلياليها استباح فيها محمود ود احمد وجنوده و(كسابته) المتمة بلا هوادة، واكمل (يونس ود الدكيم) جرائرهم في شندي!..

قاتل ود سعد وسقط قتيلا مع 300 فارس من رجاله بعد أن تأخر المدد المنتظر..

 ▪️تلك الصور ظلت خالدة في وجدان (المكتولين) لأزمان طويلة..

ذات الصور المأساوية يمكنها ان تشرح لنا لماذا اتخذ (ود سعد) موقفه المناوئ للمهدية..

لم يكن رفضه ومعارضته للقادة الجدد وليدا لتلك اللحظة التي اجتمع بها و(تورشين) ولا نتيجة مكافئة لتلك التعابير و(المغايظة) – المدعي بها- بل كانت تلك (المغايرة) متوافرة ومنذ وقت سحيق…

وعلى ذلك جاءت ردة الفعل المبالغ فيها من (الخليفة) و(ود احمد) وجنودهما!..

في خطاب الكراهية تنشأ الحروب وتذهب مسترسلة في الأنحاء والمفارق والجيوب!..

 ولمخاطبة جذور الكراهية وخطابها المقيت المتفلت لا ينبغي اعادة ذات المشاعر الغبائنية واستحضارها بمعاودة شندي مع انتظار نتائج أخري مختلفة!..

هي ذات المهورة والتهلكة!.

الكلام دا للاثنين معا!.

   *أشرف خليل*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى