أخبار

بيان من الحركة الوطنية للبناء والتنمية بشأن دخول مليشيا التمرد إلى ود مدني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحركة الوطنية للبناء والتنمية

“المجتمع أولا”

بيان بشأن دخول مليشيا التمرد إلى ود مدني

إلى الشعب السوداني الكريم:

تابعتم مجريات الأحداث والوقائع العسكرية في البلاد في الأشهر الثلاثة الأخيرة والتي جرى فيها توغل ميلشيا التمرد إلى ولاية الجزيرة واقتحامها عددًا من القرى والمدن وما تبع ذلك مما هو معهود في هذه العصابة من عمليات نهب وسلب وقتل للعزل، كنا وجموع الشعب السوداني على علم بأن حاضرة ولاية الجزيرة ود مدني هي هدف استراتيجي لمليشيا الدعم السريع الإجرامية لما تتمتع به الولاية والمدينة من موقع استراتيجي مطل على ولايات شرق السودان وصولا لبورتسودان، ومنذ يوم الجمعة 15 ديسمبر توجهت القوات المتمردة صوب ود مدني التي طالعنا بما توفر من معلومات حجم الاستعداد العسكري للقوات المسلحة وهيئة العمليات والمستنفرين فيها، والذي يتفوق على عصابات المليشيا المهاجمة، إضافة للتمركز الاستراتيجي للقوات المسلحة في مدخل المدينة، ومع استمرار ضربات الجيش الجوية والبرية لثلاثة أيام متتالية صُد الهجوم، إلا أن أننا تفاجأنا وجموع الشعب بل وحتى المستنفرين باقتحام عصابات التمرد للمدينة بعد انسحاب القوات المسلحة من منها.

إن ما جرى يتطلب من القوات المسلحة تحقيقا صارما ومحاكمة ناجزة علنية للمتورطين، إلا أنه بغض النظر عن نتائج التحقيق فإن الوقائع البائنة تقول إن ما حدث سواء كان تقصيرًا ونقصًا في الكفاءة العسكرية أو غير ذلك من المحتملات غير المستبعدة، فإن القيادة العسكرية الحالية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذا الفشل العسكري الذي تكرر طيلة الأشهر السابقة، وعليه من باب تحمل المسؤولية فإن بقاء هذه القيادة بأشخاصها ونهجها العسكري هو ترسيخ للإخفاق والفشل والانهزام، بالتالي ندعو في الحركة الوطنية للبناء والتنمية جموع الشعب السوداني وقواه الحية إلى تأييدنا في المطالب التالية:

أولا: تنفيذ خطة إصلاح عسكري على الرؤية التالية:

1. تنحي القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان من منصبه، وتنحي كل من ارتبط بنهجه في إدارة المعركة واستبدالهم بكفاءات عسكرية وطنية بتراتبية القوات المسلحة وعلى قانونها، وهذه دعوة سلمية مشروعة على عبد الفتاح البرهان أن يستشعر أهميتها وينصاع لها طوعا من تلقاء نفسه، وعلى القوات المسلحة السعي لتنفيذها بإجماع أمرها، تحسبا من التورط في أي مسلك من مسالك الانقلاب أو التمرد.

2. إشراك قيادات المستنفرين وهيئة العمليات في اتخاذ القرار العسكري ووضع الخطط على قدم المساواة وقادة القوات المسلحة، وتحت إمرة القوات المسلحة، وتولي قيادات المستنفرين عمليات التعبئة العامة.

3. وضع التصورات والخطط اللازمة لبناء مقاومة شعبية مسلحة شاملة، تستهدف كل وكر من أوكار التمرد في الشوارع والأحياء، بما يتوفر من إمكانات المقاومة الشعبية المجربة.

4. فرض حالة الطوارئ في جميع ولايات السودان وتفعيل العمل الأمني لرصد الخلايا النائمة والمتآمرين مع المليشيا من مختلف الفئات.

ثانيا: تنفيذ خطة إصلاح سياسي على الرؤية التالية:

1. تشكيل حكومة طوارئ مكتملة في المركز والولايات، ومراجعة عمل كل الوحدات الإدارية في البلاد مما يمكن من دعم العملية العسكرية وتحسين الأوضاع الإنسانية، ومراجعة عمل البعثات الدبلوماسية.

2. نكرر الدعوة للقوى السياسية والمجتمعية إلى تكوين جبهة وطنية جامعة لأهل السودان، تفوت الفرصة على تحالفات الخيانة والتآمر والعمالة، تقوم بوضع التصورات والبرامج السياسية القومية الجامعة لأهل السودان، دحرًا للتمرد وبناءً لأسس الدولة الراشدة.

إلى ضباط وجنود القوات المسلحة:

إننا نثمن عاليا المجاهدات المبذولة منذ تمرد الخامس عشر من أبريل، لقد ضربتم أقوى الأمثلة على التضحية والإقدام حتى ارتقى منكم شهداء أبرار سيظلون في ذاكرة الشعب السوداني عقودًا قادمة، لقد التحم في صفكم خيرة شباب السودان مستنفرين من مختلف فئاته، لم يجمعهم شيء سوى الإيمان بالله وحب هذا الوطن والثقة في مؤسستكم في مشهد وطني سيخلد للأجيال القادمة، إننا نخشى أن تضيع مجاهدات الشهور الماضية نتيجة الرؤى المهتزة والقيادة فاقدة العزيمة، إن ثباتكم على القضية ومغالبتكم للمتآمرين والخائنين ليست إنقاذا للمؤسسة العسكرية فحسب بل هي انتشالا للوطن كله من كارثة الانهيار والانقسام والفوضى، التي إن حدثت تحولت هذه الأرض إلى خراب وبوار، فشدوا العزيمة على الخائنين والمتآمرين والأعداء، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

إلى الشعب السوداني الكريم وقواه الحية:

إننا لم نفقد الثقة بالله في نصر يدحر عصابات التمرد ويفتح الأفق لتسطير تاريخ جديد لبلادنا، إن هذه الأيام وإن أظلمت فإنا على ثقة بالفجر العاجل، إنه لا مناص من هزيمة عصابات الدعم السريع وحلفائهم، وإلا كان البديل هو الانهيار والتقسيم، فليتسلح الشعب بالعزيمة والثقة والإقدام لافظا كل مفرق للوحدة وكل متآمر على الوطن وكل متخاذل.

الله أكبر والنصر والعزة لشعب السودان.

الحركة الوطنية للبناء والتنمية

الثلاثاء: 6 جمادى الآخرة 1445ه

الموافق: 19 ديسمبر 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى