د.محمد الريح الشيباني يكتب: آه يا ديسمبر متى حللت؟
د.محمد الريح الشيباني يكتب
آه يا ديسمبر متى حللت؟
آه يا ديسمبر متى أتيت؟ بما حللت؟ بأي شيء ذاهب أو بالأحرى ماذا تحمل معك؟ ديسمبر لا يتأخر عن موعده أبداً هو شهر مخيف لدى العقلاء والطموحين ومفرح لدى الغير ، هو في الحقيقة مخيف جداً لماذا لأنه يهل بعد إحدى عشر شهراً يبرهن على نهاية العام ويختم بختمه الذي لا يمكن تزويره وتوقيعه الذي لا يمكن تقليده أبداً يمر علينا أحياناً ونود أن يمضي بسرعة ونرحب بكانون الثاني الذي يحمل لواء فصل عام جديد وكلنا نريد أن نطوي فيه صفحات أحزان الماضي التي كانت تؤرقنا وتقض مضجعنا ويخاصمنا الكرى أياماً وليالي جراء ذلك نقول ودعاً ديسمبر أهلا ومرحباً يناير أهلاً بك وهذا لسان حال كل السودانيون يمنون أنفسهم بعام جديد لا يسمع فيه صوت البنادق حتى ولو في الأفراح ودوي المدافع.
وقد يحزن البعض في ديسمبر لأن به حصاد العام وبه ميزانية العام الجديد ، قبل أن يختم لنا ديسمبر نهاية العام ما الذي أقمناه ؟ وما الذي جنيناه؟ ماتأثير ذلك على أيامنا القادمة؟وما الذي تبديه مرآة تلك الأشهر الماضية؟، هل نحن راضين عن أسلوب حياتنا ونشاطنا فيها؟ على رأس كل عام نجدد الولاء والأهداف والخطط المطروحة على الطاولة، هل تم تنفيذ كلما وضع في الخارطة؟ أم نحن نجيد الرسم والنقش على القرطاس فقط بأقلام ملونة تشد الإنتباه فقط وأيدنا مكبلة ومصفدة ، وهذا الذي يجعلنا نحزن ونقول ودعاً يا أيام وشهور مضت، في الختام أقول عزيزتي القارئ أن الأيام والشهور ماهي إلا رأس مال يشترى به في سوق الحياة ما إن أضعت رأس المال هذا لا أحد بستطاعته أن يقرضك أو يمنحك ساعة واحدة من أيامه المخصصة لحياته ولا حتى الأب ولا أم ولا الابن ولا الابنة لذا أحرص على رأس المال ولا تضيعه في شيء غير مفيد.