أعمدة

العيكورة يكتب: هل أطلق البرهان رصاصة الرحمة على منبر (جدة)؟

هل أطلق البرهان رصاصة الرحمة على منبر (جدة)؟

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

بالامس كتبنا (توقعاً) ما قد سيأتي عليه خطاب رئيس مجلس السيادة أمام القمة السعودية الافريقية المنعقدة حالياً بالعاصمة السعودية (الرياض)

تقريباً ما ورد بالمقال هو ما تحدث به البرهان

 ليس تنجيماً مِنّا و إنما قراءة لواقع أصبح مفهوماً لدى أهل السودان

لا تفاوض

 لا يُعيد للمتضررين حقوقهم كاملة

خطاب الامس …

 أجزل الشكر للمملكة العربية السعودية وأمريكا ودول (الإيغاد) والجوار على مساعيهم الحثيثة لإعادة الاستقرار في السودان

السودان ولأول مرة …..

 يُسمي الدُول التي جاء منها الغزاة لدعم التمرد لتدمير الدولة السودانية ليبيا ، سوريا ، اليمن ، النيجر ، مالي ، أفريقيا الوسطى

 وختمت الفقرة بجملة

(و من دول اخرى في العالم) .

أعتقد ان ذلك لم يكن تجنياً وإتهاماً باطلاً

 فقطعاً ….

كل الذين ذكرهم السيد البرهان كانوا (بالصوت والصورة) داخل شنطة الفريق مُفضل

 ولا استبعد ….

 ان يكون قد تم العرض علي الاستخبارات السعودية لما للعلاقات السعودية السودانية من خصوصية

الخطاب أيضاً طالب ….

 بشجب وادانة وتصنيف هذه المليشيات كمجموعات إرهابية

واظن ….

 هذه رسالة واضحة في بريد منبر (جدة) إن قُدر له بالانعقاد مرة اخرى

 و حقيقة ….

هذا ما أستبعده تماماً لسبب بسيط وهو إضطلاع القيادة السعودية على تفاصيل التفاصيل الشئ الذي لربما كان غائباً عنها .

رسالة أخرى ايضاً مُهمة (برأيي) حواها الخطاب

وهي فقرة نصت على الآتي …

 (في سابقة لم تحدث من قبل أن تتحدث بعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عن مساواة بين الدولة وقوة تمردت عليها !)

اعتقد هذا تعبير خفي بعدم رضى السودان عن دقة مسميات بيانات المنبر وتحديداً في جُملة

 (طرفي النزاع) .

أعاد خطاب الفريق البرهان كُرة التفاوض الإتفاق الي مربع الحادي عشر من مايو الماضي والذي ينص على خروج المتمردين من منازل المواطنين والمرافق الحكومية الي مناطق متوافق عليها .

غير ان التمرد لم يلتزم به كما هو معلوم .

البرهان كرر الشكر للمملكة العربية السعودية وامريكا أكثر من مرة

واكد علي انه …..

 و برغم الفظائع التي ارتكبتها المليشيات المتمردة في حق الشعب السوداني والدولة إلا انهم إستجابوا لصوت العقل والحكمة واتوا الي منبر (جدة) وهذا يُفهم منه ان الجيش ما زال على موقفه الاول (جدة) ١١/مايو وليس أي (جدة) أخرى

المُطالبة بإدانة هذه المليشيات وتصنيفها كمجموعات إرهابية بل المطالبة بإدانة و شجب كل من تعاون معها

أيضاً رسالة واضحة لدول بعينها مثل الأمارات وكينيا واثيوبيا وتشاد وإن كانت لم تُذكر تصريحاً .

السؤال المتداول. بالامس لماذا لم

 يُدين البيان دولة الامارات العربية تحديداً ؟

نقول …

إن ذلك لا يعني براءة الامارات مما يحدث بالسودان

 ولكن ….

و لأن الدعوة كانت لشراكة إقتصادية فليس من الحصافة ان يُفتح الملف الأماراتي داخل منبر ليست هي عضواً فيه

 وأيضاً …..

لعدم إحراج الدولة المُضيفة

ولكن قطعاً أن الملف الاماراتي سيتم الإعداد له بدقة متناهية وسيطفو على السطح في الوقت المناسب الذي يقرره السودان

ثلاثة رسائل مُهمة هي خلاصة خطاب الفريق البرهان بالامس وهي …

أولاً ….

تم وضع القيادة السعودية في الصورة الحقيقية للمشهد السوداني ولربما (صوت وصورة و وثائق) وهذا بدوره قد يُضعف الحماس السعودي نحو منبر (جدة) ولربما البحث عن منبر آخر او قد تحدث مستجدات على الأرض بحسم المعركة لصالح الجيش وبذا ستكون كافة المنابر

 شيئاً من الماضي

ثانياً ….

ذٍكر اسماء الدول التي وفد منها المرتزقة سيكون مُلزماً لحكومات تلك الدول ان تخرج من صمتها وتعلن إما ان تبرئ نفسها كحكومة من مشاركات مواطنييها و تطالب بتسليمهم . لمحاكمتهم

 او قد يذهب السودان لخطوات ابعد من ذلك من الاجراءات الدبلوماسية بما يحفظ له كرامته وعزته كقطع العلاقات او طرد سفراء تلك الدول

ثالثاً …..

كما ذكرت ضمن مقال الامس ان السودان وفي ظل الظروف التي يعيشها لن يكن معنياً بأي نوع من انواع الاستثمار او التقارب (مرحلياً) ريثما يتجاوز هذه المحنة

لذا جاء تصريح السودان عن دعم القمة وتاييدها في (٣٤) كلمة فقط بينما ذهب كامل الخطاب لشرح الواقع السوداني المأزوم وارسال الرسائل التي أشرنا إليها

في الختام ….

في اللقاء الذي جمع الفريق البرهان بولي العهد السعودي الامير بن سلمان بحسب (صوت السودان)

 أكد البرهان التزام السودان بمنبر (جدة) ويفهم منه جدة (١١) مايو الماضي .

تأكيد الامير السعودي على حرص بلاده على وحدة وسلامة اراضي السودان وان تقسيم السودان وتفتيته هو خط احمر بالنسبة للسعودية

إنما يؤكد

 أن منبر (جدة) لم يعُد منبراً مناسباً و لربما ستُعاد هيكلته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى