أعمدة

العيكورة يكتب: رسالة من الأستاذ أيوب صديق (٢-٢)

رسالة من الأستاذ أيوب صديق (٢-٢)

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

بالأمس نشرنا الجزء الاول من مداخلة الاستاذ أيوب صديق مذيع هيئة الاذاعة البريطانية (البي . بي . سي) السابق والإعلامي المعروف

    والتي جاءت عطفاً علي مقالنا المنشور الاسبوع الماضي تحت عنوان

(ولماذا جامعة افريقيا العالمية تحديداً) و كان مقالاً إستنكارياً لما اعلنته ادارة الجامعة عن عزمها نقل مقرها من الخرطوم لدولة افريقية اخرى قالت انها ستعلن عنها لاحقاً بحسب الخبر المتداول يومها

وأنها استندت في قرارها على تصويت (مزعوم) تقول انها اجرته لطلابها وجاءت نتيجته لصالح النقل …

مداخلة الاستاذ ايوب بالامس جاءت مؤكدة على تساؤلنا لصالح من يسعي هذا المجهول لنقل كل ما هو اسلامي خارج السودان ؟

 واشار (ايوب) الي انها هي ذات الجهات التي اضطرت منظمة الدعوة الاسلامية لمغادرة السودان (دولة المقر)

في هذه المداخلة ….

تناول الاستاذ ايوب صديق وبالارقام ما خسره السودان من خدمات بسبب هجرة منظمة الدعوة الاسلامية خارج السودان

لا اريد ان افسد عليكم عزيزي القارئ متعة المتابعة لهذا القلم الرصين والرجل البازخ في الوطنية الحقة أستاذنا ايوب صديق ….

هذا الرجل

كان يصمت له العالم الناطق بالعربية

عند دقات ساعة (بيغ بن)

ليتحدث هو

فينطلق بصوته القوي الجهور

(هُنا لندن)

استاذ ايوب

سألته ذات مرة عن حقيقة انه أخطأ وهو (على الهواء) بواكير التحاقه بهيئة الإذاعة البريطانية

 حين قال (هُنا ام درمان)

 بدلاً من (هُنا لندن)

فأكد لي صحة الواقعة وقال ولكنه تداركها في حينها

ببيت لأحمد شوقي

 حين قال

عفواً مستمعي الكرام …

وطني لو شغلت بالخلد عنه

نازعتني اليه في الخلد نفسي

ثم واصل قراءة نشرة الأخبار كالمعتاد

فأثارت تلك (القفزة) وحسن التصرف إعجاب المستمعين حول العالم

فلله درك يا رجل ومتعكم الله بالصحة والعافية ز

فالي بقية رسالة الاستاذ ايوب صديق التي إبتدأناها بالأمس …..

 فمما فقده السودان بالقضاء على منظمة الدعوة الإسلامية:

١/ فقد السودان في مجال التعليم الذراع التعليمي للمنظمة المسمى المؤسسة الإفريقية للتعليم بقسميها المجلس الإفريقي للتعليم الخاص، ومؤسسة التعليم الخيري.

فقد السودان عشرات الالاف من فرص التعليم في المناطق الأشد فقراً.

وفقد السودان(٢٤٠) ألف فرصة تعليم خيري وفرتها المنظمة خلال سنواتها الأربعين.

وفقد السودان فرصة نحو (٢٢٥٠٠) طالب يدرسون في مدارس المجلس الإفريقي للتعليم الخاص الذي تربع على عرش التفوق الأكاديمي والتربوي منذ تأسيسه وحتى آخر نتيجة للشهادة السودانية، هذا المجلس الذي تجاوز عدد خريجيه المائة ألف تلميذ، هم نخبة الأذكياء المتميزين المنتشرين في طليعة المهن داخل وخارج السودان.

٢/ فقد السودان مئات المنح السنوية في التعليم العالي ومراكز حرفية وتدريب مهني ونسوي واجلاس وتأسيس مدارس وفصول جديدة.

٣/ فقد السودان (١٢٤) مؤسسة تقدم الخدمات الصحية بما فيها من مراكز وعيادات وخدمات التحصين و رعاية الحوامل والولادة الآمنة ومكافحة الأمراض

 وأخيرا (١٥٠) ماكينة غسيل

 كلى وزعت على المستشفيات

٤/فقد السودان في مجال السُقيا (٧١٠) مشروع مُنجز، ما بين بئر ودونكي ومضخة مياه ومحطات مياه كبيرة وصغيرة وآبار سطحية ومياه مدارس.

٥/ فقد السودان مئات المساجد التي شيدتها المنظمة و(٦٦٣) مشروع دعوي متنوع، وألوف الدعاة الذين تم تدريبهم وعشرات المراكز النسوية ودور المؤمنات وطباعة وتوزيع مئات الالاف من المصاحف، وعشرات الكتب والدوريات.

٦/ فقد السودان كفالة (٦٣٠٠٠) يتيم تكفلهم المنظمة، و(٦٩٠٤٠) من النساء الفقيرات معيلات الأسر والأرامل، و (٧٢٣٠) من المشردين.

٧/ فقد السودان متوسط سنوي جملته (٢٣٠) ألف من السلال الغذائية والأضاحي وحقائب رمضانية وكسوة وسلال غذائية لطلاب الداخليات والخلاوي وفقراء الطلاب في المدارس.

٨/ فقد السودان خدمات إغاثة متنوعة في حالات الطوارئ وابتداء من مجاعة (١٩٨٤) الشهيرة والتي قادت المنظمة وجمعياتها الجهد الأكبر التي مكنت السودانيين من تجاوز تلك السنوات العجاف.

وكل ذلك الذي فقده السودان من تلك الفوائد العظيمة السالفة الذكر، بسبب إبعاد منظمة الدعوة الإسلامية،

 مسؤولٌ عن فقده السيد عبد افتاح البرهان، قبل كل شخص في السودان، وإن كان الذين فعلوا ذلك غيره، لأنهم كانوا مسؤولين لديه بصفته راعي الأمة الأول، و ولي امرها وهو لا يغيب عنه قول النبي عليه الصلاة والسلام …

( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته..)

وقبل أن يكون أيُ ولي أمر مسؤولاً أمام أمته، فهو مسؤول أما رب يحاسب على مثقال الذرة، خيرًا أو شرا.

هذا، وإذ لا يزال أولئك الذين أبعدوا منظمة الدعوة الإسلامية عن السودان، يتغلغل كثيرٌ منهم في مفاصل الدولة الآن رغم هذه الحرب التي اشتركوا في إشعالها،

 وقد نُبه البرهانُ كثرًا إلى وجودهم، وإلى مختلف أعمال الحرب التي يقومون بها الآن ضد الدولة، التي هو رئيسها، فلا غرابةَ أن يَعمَدوا إلى تنفيذ ما كان يعمل عليه نظامهم بالأمس، وهو إبعادُ كل شيء له صلة بالدين، وإن أفلحوا في إبعاد هذه الجامعة من السودان، تحت ناظري السيد البرهان كذلك، ليقطعوا خدماتها الجليلة التي تؤديها للسودان، وتؤديها باسم السودان لبقية الدول التي يأتي منها طلابٌ للدراسة فيها،

 فسيكون ذلك امتدادًا لما فعلوه بمنظمة الدعوة الإسلامية،

وسيكون هذا ايضا نوعا من الحرب الدائرة الان، وسيكون البرهان مسؤولا أمام الله كذلك عن ابعادها، بصفته ولي الأمر الأمة.

 ويكفي جامعة أفريقيا العالمية اليوم، كما كانت حالُ منظمة الدعوة الإسلامية بالأمس، يكفيهما جُرمًا في نظر ذلك النوع من الناس، أنهما من جملة خدماتهما، تقدمان خدماتٍ جليلةً للدين وللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم. وأذكر أن تلك الندوة عن اللغة العربية في الجامعة الماليزية، افتتحها سلطانُ إحدى المقاطعات، وأظنه كان أزهريا، لأنه افتتح الندوة بلغة عربية خالية من أي لُكنة أعجمية. ومما قاله في مستهل حديثه:”

 إنني سأفتتح هذه الندوة باللغة العربية، التي هي اللغة الرسمية للإسلام”. ذلك قوله،

وهذا سببُ بغض العلمانيين بشتى مشاربهم للغة العربية، اللغة الرسمية اللاسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى