أعمدة

نبض للوطن.. أحمد يوسف التاي: مرحباً بلجنة التحقيق الدولية

نبض للوطن

أحمد يوسف التاي

مرحباً بلجنة التحقيق الدولية

(1)

الإنتهاكات التي حدثت في ولاية الخرطوم بمدنها الثلاث، ونيالا والجنينة، ومدن أخرى، وبما اشتملت عليه من فظائع ووحشية، وأحقاد دفينة، شكلت علامة فارقة في تأريخ التعايش السلمي في السودان، وكانت بقعة سوداء في صفحات ظلت ناصعة من كتاب النسيج الإجتماعي في بلادنا.. إذ لم تكن مجرد حرب ومواجهة عسكرية بين طرفين مسلحين، ولكنها كانت استباحة لحرمات الأسر، والبيوت الآمنة، وانتهاكات للأعراض المصونة، لا تعرف حدودا، ولاقواعد للحرب ولاتفرق بين ماهو مدني وما هو عسكري، بل استهدفت المدنيين أكثر من غيرهم ممايطرح كثيرا من الأسئلة الحائرة لمعرفة الأهداف الخفية لهذه الحرب على نحو يجعل التحقيق الدولي وتقصي الحقائق أمر مطلوب بشدة…

(2)

ما حدث كان لابد أن يقابل بحسم وعزم، ولايمر دون معرفة المجرمين الذين ارتكبوا كل هذه الجرائم الوحشية التي يندي لها الجبين، ودوافعهم لارتكاب جرائمهم ، وتقديمهم للعدالة، ومحاسبتهم ومعاقبتهم على مااقترفت أيديهم الآثمة..

والأهم من كل ذلك معرفة من أشعل هذه الحرب وماهي دوافعها الحقيقية، ولمصلحة من كانت، ومن أين خرجت أول طلقة ومن أطلقها..كل ذلك يظل ضرورياً ومهماً ليعرف الناس يقينا وعلى سبيل القطع من هو الآثم الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء، وبفعله انتهكت الأعراض، واغتصبت نساء، وهدمت صوامع وبيع ومساجد، ومنازل، ومرافق تحولت إلى سكن للقطط والبؤم..

(3)

يقيني أنه في الوقت الحالي لاتستطيع جهة في السودان أن تتقصى الحقائق بشأن الانتهاكات التي حدثت على النحو المطلوب ، لسبب بسيط جدا وهو أن كل الأطراف السودانية الآن في دائرة الإتهام والاشتباه ، وأما التي بعيدة عن الدائرة فهي غير قادرة على هذه الخطوة التي تستعصى حتى على الدولة المستقرة، ناهيك عن دولة تعاني الغياب في كل شيء ، غياب الهيبة، والقانون، والسيادة والأمن، والمؤسسات ولهذا يظل الترحيب بهذه اللجنة الدولية أمر يقتضيه العقل وكذا المنطق، لأنه لايوجد خيار غيرها، ولا من هو أقدر وأجدر منها داخليا في الوقت الراهن..

(4)

أما رفض اللجنة الدولية، لايفعل شيئا سوى أنه سيكون بمثابة المؤشر الذي يؤمي بأن الرفض نفسه ينطوى على أمر يثير شكوك اللجنة،ويجعل الرفض نفسه محل فحص وتمحيص ولفت نظر

لرأس خيط يمكن تتبعه للوصول الى الحقيقة، فالمتهم البريء لا يرفض التحقيق، ولا العدالة ولا الحقيقة ، ولا يتوجس ولايخاف..

وأما رفض الخارجية بحسب البيان المنسوب لها فقد انطوى على أمر غريب حقا ،إذ قالت في إحدى فقرات البيان (أن الدول راعية مشروع القرار تجاهلت الفظائع والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع..) ومع ذلك هي ترفض عمل لجنة التقصي، فبما أن هناك فظائع ارتكبتها( الدعم السريع) دعوا اللجنة لتكشف للعالم تورطها وفظائعها التي ارتكبتها لتنال عقابها.. وبيان الخارجية يقول كذلك أن الأولوية لاسكات البنادق، وتوصيل المساعدات، فكيف ذلك ومازالت هناك مجموعة تمسك بخطام الخارجية مافتئت تصدع رؤوسنا بعبارة “بل بس” ونعم للحرب، ويخوِّنون كل من يدعو لوقف الحرب……اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة اخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى