أعمدة

عمار العركى يكتب: خبر و تحليل: اديس وكر العملاء و الجواسيس (2)

عمار العركى يكتب: خبر و تحليل

اديس ، وكر العملاء و الجواسيس (2)

• تقلدت “أديس ” منصب ( وكر ومركز الجاسوسية) ، بعد أن كان حصريا على (لبنان) فترة الحرب الباردة مروراً بالعاصمة الكينية نيروبي.

• ففى ظل مميزات العاصمة اديس الجيوسياسية التى جعلتها خلال النصف الآخير من تسعينات القرن الماضي قبلة وهدف القوى المهيمنة الطامعة فى موارد و وإقتصاديات إفريقيا ، مما جعلها العاصمة المركزية الإفريقية.كونها “ارض المقر” للإتحاد الإفريقى وعدد من الهئيات والمنظمات الأفريقية المؤثرة.

• بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وبروز القطبية الآحادية بنظامها العالمى مع تتضعضع واهمال قضية الشرق الأوسط المحورية (فلسطين) عقب التطبيع واتفاق سلام كامب ديفيد،، تنفست الصهيونية العالمية الصعداء وتوسعت وإتجهت نحو إفريقيا تزامنا مع التوسع والتسابق العالمى نحو افريقيا من اجل الموارد والطاقة والمياه

• لفترة قصيرة توقفت الجاسوسية في محطة نيروبي “كينيا” كمقترح بديل.للبنان وفق التطورات والتحولات نحو إفريقيا وفيها ، ومنها إنطلق النشاط التجسسي باسلوب التسعينات المستمد من آواخر الثمانينات باستخدام ” المنظمات ومراكز الدراسات” كمظلات للعمل الاستخباري ، وهى إحدى مدارس المخابرات التى يتلقى فيها العملاء والجواسيس الورش والمؤتمرات والتدريبات الأولية و الثانوية ومن بينهم عملاء وجواسيس السودان.

• تطورت الجاسوسية والعمالة طردياً مع تطور الصراع ، والتسابق الروسى الصيني من جهة ، والصهيوني الامريكي الاوربى من جهة سارعت امريكا وحلفائها الإقليميين بقطع الطريق.من خلال احداث تغييرات فى الشرق الأوسط وافريقيا فكانت ثورات ” الربيع العربى” وصناعات الثورات والانقلابات الإفريقية ، فكانت الثورة السودانية وتنصيب د. حمدوك ، وقبله بعامين سبقه تنصيب رفيقه وزميله ابي احمد في العام 2018م رئيسا للوزراء ومع وجود إسرائيل ممثلة في مسئول المخابرات الإسرائيلي في مسئولا عن وسط وشرق أفريقيا ومكتبه في أديس تحت مظلة شركه تجارية ، إكتملت خطة جعل أديس مركزا للتجسس ، على أن يكون السودان الهدف الرئيسى للجواسيس.

والعملاء انطلاقا من أديس ، التى احتضنت د. حمدوك وتم التنسيق الجيد، والمحكم مع زميله ورفيقه “ابي احمد” قبل التحرك من مكان إقامته في أديس نحو الخرطوم رئيساُ وفق برنامج وخطة محددة ( تفكيك الجيش والمؤسسات الأمنية والنظامية ، تسهيل ادخال الإحتلال الأجنبى بثوب البعثة الأممية برئاسة المطرود فولكر).

• ومن هنا بدأ العملاء والجواسيس العمل والإنطلاق للقيام بالمهام الموكولة والمرسومة لهم من قبل مُستخدميهم، بعد أن وفرت لهم اديس المدخل، والغطاء السياسي تحت سناريو مكشوف ومفضوح وهوان يقوم الإتحاد الإفريقى الذى ” تديره وتسيطر عليه أديس” بتكليفها وتوكيلها بالتوسط ورعاية الشراكة مع الجيش وفق الوثيقة الدستورية كسناريو بغرض التمكين والتغلغل واختراق المؤسسة العسكرية وكل مؤسسات الدولة السُودانية وإخضاعها تحت تاج وصلجان المُشغل ، واجراء عملية إحلال الدعم السريع كبديل و”نواة” للجيش السودانى الجديد.

• متبقى السناريو ومصيره الراهن معلوم للجميع، والذى أفضى الى لجؤ العملاء والجواسيس الي “أديس”.

بعد فشل كل المخططات الإستخبارية عبر المخططات السياسية او العسكرية التى أفضت لجؤ المتأمرين وعملائهم وجواسيسهم الى المغامرة الفاشلة في الإستيلاء علي السلطة ، والإنتحار السياسى والعسكرى بالتمرد الرسمي واعلان الحرب ، فمكان على العملاء والجواسيس الا تطبيق التوجيهات المستديمة فى حالة الفشل والكشف ، الإنسحاب والتوجه لأقرب وكر آمن فكانت أديس.

• ولكن الخروج من عالم الجاسوسية والعمالة ليس كالدخول.

واللجؤ الى “أديس” ما هى الا المرحلة التقليدية المتبعة التى يقوم بها المُشغل والمُستخدم عند فشل وكشف جاسوسه وعميله ، اما بالحريق والتصفية الشخصية ، او بالتصفية الجسدية.، اويستبق الجاسوس والعميل كل ذلك بتأثير نفسى ويختار الإنتحار.

نواصل…….

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى