أعمدة

اشرف خليل يكتب: راشد نبأ و(النياصة)!.

في تسجيل فاخر التغليف و(التزوييق) مدسوس السموم جلست مقعيا الى تسجيل (راشد عبدالقادر نبأ) الثاني لأراه كيف يحاكم جريمة الحرب، وكيف يصيغ صرخته: (لا للحرب)..

فإذا به يصيخ بوجهه بعيداً عن مواضع الجروح والالم..

قوادا بصوت فخيم..

وجنجويدي كامل الدسم..

ولكن ادواته و(مغارزه) في انكسارات معانيها والتلوي تحاجج بعيدا عن (صيوانات العزاء) المنصوبة في القلوب!..

كان بعيدا عن (محنتنا) وقريبا من (محنَّة اب جلحة)..

مشعلاً بقايا انوثته في عدوه المتوهم..

كل الجرائم المنجزة للجنجويد كانت ذات فعل مادي ماثل وآثار واضحة..

يعني (مش لوحوا) وانتظروا..

انجزوا هجومهم وقسموا غنائمهم..

ادوات الجريمة والمتهمين بالاصالة والاشتراك والتحريض موجودون الان في ساحة الجريمة..

لم يغادر منهم إلا من (انجغم) بفضل الرجال، لا بفضل الهتاف والتحانيس والامنيات..

لم نستطع الصول عليهم والإمساك بالجميع..

فهل نواصل العمل على ذلك، أم ننتظر من بعد غوايتهم أن يرشدوا..

في تسجيله الدبق لا يحاول مطاردتهم …

غير مهتم بـ(سكينة الاعداء)..

لا يلقي بالاً لأولئك الذين افتدوا بصدورهم مستقبلنا..

من منعوا تقدم أولئك (الأوباش) لا مكان لهم من الإعراب والحب والإشارة عند راشد..

فهل كان عليهم (أن يدفنوا دقن)!..

وإن يشيحوا النظر عن الجرائم وأن يحاولوا الخوف والجبن والهرولة..

(عيونهم الحمراء) لم تكن مناسبة!!..

وراشد (المتلاين) و(المتلون) لا يري أنهم يحبون الحياة..

وحدك يا راشد من تحبها؟!..

وهل حب الحياة في الانبطاح وحده ؟!..

وأين دفنت (مقنع الكاشفات)..

و(المأمون على بنوت فريقه) و(خال فاطنة) و(اسد الكداد الزام)؟!..

▪️أين استطعت اخفاء سودانيتك الصرفة والمرجلة المستحقة عن مخيلتك وأنت تنسج آمال العودة وخطوط الأماني والأمان؟!..

ألا يستحق أولئك الرجال المدافعون عن الشرف والبيوت والأعيان بعض التحية والمجاملة والخجل..

هم يدركون ويعلمون بأن الغايات لا تدرك بالتمني..

طلبوا الموت لتوهب لنا ولأجيالنا، المستقبل الفسيح والحياة الجديرة بالحياة..

حتى (جحا) في قصته المشهورة كان قد وضع خطه الاحمر للبقاء بعيدا عن أوار الصراع:

(فلتبقوا بعيدا عن جلابيتي)..

لكنهم دهموا كل شئ..

اقتحموا خلوتنا..

و(دفقوا الملاين والملاح)..

ما الذي تبقى من فحش وموبقات وفجور وتوحش وجرائم وجنايات لم يفعلوه؟!…

ما الذي تبقي حتي يتسني لك ان تسلقهم أو حتى تلومهم أو تعاتبهم..

اديهم (خرشة)..

فقد اكملوا فينا فصول الإيذاء وانت مشغول بالفلول..

مشغول إلى حد الإغراق والاغراء..

فمتى تنتبه وتصحو وتخبرنا..

متى بالله يا راشد ..

متى ترشد؟!.

 

*أشرف خليل*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى