د.محمد الريح الشيباني يكتب: النيل أبينا والجنس سوداني
د.محمد الريح الشيباني يكتب
النيل أبينا والجنس سوداني
القيم السودانية في الغربة لا تضاها ولا تشاكل، كأنها خلقت سودانية ،تظهر هذه القيم عند السودانين بالخارج حيث يتكاتف أبناء السودان في الغربة الكتف بالكتف والمنكب بالمنكب، القدم مع القدم يشبه ذلك استقامة الصفوف في الصلاة ، والقضية واحدة وإن اختلفت الوظائف والمناصب ، وكل آفق العمل لا يجمعهم الجواز فحسب بل تجمهم القيم التي يتوج بها كل سوداني ، حيث لا فرق بين دبلوماسي أو طبيب أو حتى رعاة المواشي، حيث يجتمع الكل في مكان واحد على بساط واحد يتناولون، القهوة والشاي معاً ، ويتحسسون الوافدين الجدد من كل مكان لا يقف ذلك على منطقة واحدة بل السودان ككل، مم يرسخ ذلك الشخصية والعقلية السودانية لكل شعوب العالم ، يجعلهم في حالة ذهول مم يروا ، ببساطة لن نشعر بالغربة في مكان به سودانيون حولك وستشعر بأنك ربما بإحدى مدن العاصمة الثلاث الخرطوم أو أم درمان أو بحري ، أو أي مدينة سودانية أو حتى قرية صغيرة النسيج الاجتماعي السوداني لا يخترق هو قوي صالح لكل مناخ سائد، هو دافئ في الشتاء بادر في الصيف ، مما يدفعني كل ذلك أن أطرح سؤالاً هل الحنين والانتماء والأنا وكل ما ذكر هو خلق سودانياً؟ لا أنكر أن للشعوب غير السودانية ربما مثل هذه القيم ولكن الذي ولد مع المجتعات السودانية لا مثيل له أعني أن أدروب و دفيد أخوين وأن محمد و جون وأوشيك أيضا إخوة لا أدري إن كانو اخياف أو أعيان ولكن ما أعرفه أنهم إخوة كما ورد على لسان البسطاء منهم (أهل الحارة دي أهلي، والنيل أبونا والجنس سوداني ) في تقديري هذا الشعب بهكذا قيم وحضارة ورقي وثقافة لن يموت أبداً عاش السودان حراً أبياً.