د. محمد الريح الشيباني يكتب:
انتهاء الحرب صارت كلمات تتعالى بأصوات وألسنت الجميع في كل مكان في السودان كأنه الأمل المنشود إسكات صوت البنادق التي صرعت الكل بصواتها المرعبة أكثر من أربعة أشهر ولا يسمع سوى صوت الرصاص والمدافع الثقيلة والخفيفة ودوها والسماء تعج بضباب الأعمدة المتصاعد كأنهم حروقها بأثرها و تركوها من خلفهم والطائرات المقاتل تشبه النثور التي يتعالى صفيرها بعد انتهاء المعارك لأكل الجثث الملقية على الأرض والطرقات
صارت الألعاب النارية التي تضرب في الأعياد والمناسبات الهادفة في عيدين من الأعياد تضرب بالدانة كأنه زمن اللعب والفرح انتهى واستبدلت طائرات الورق بالميج في بلادي استباح التمرد الغاشم كل شيء لم تسلم حتى دور العبادة اغلقت وعندما رفع النداء في مجمع النور الإسلامي ببحري يؤرثك أحساسك أن الذي جرى كأنه الفتح الإسلامي الأول ، يعود ويذكرنا تلك الحملات التي ارسلت لفتح السودان.
احينا نبكي على الأشياء التي افقدتنا إياها الحرب وأحايين أخرى نقول هذه الحرب كان لابد منها لإنهاء وكسر شوقت التمرد، مما لا شك فيه أنها ستأخذ البلاد إلى مناخ ملائم خالي من الانفلات الأمني وكان لابد من دحر هذه القوت المتمردة حتى لو كلف الأمر أن نقضي كل حياتنا نحارب التفلت والمشليا الخارجة عن القانون ، ونقول هيهات هيهات لأطماع الأوباش والذين يرعون ذلك لم تكتمل احلامكم الضالة خسئتم جميعا.