د. محمد الريح الشيباني يكتب:
أما آن لتلك الأيام أن تعود صرنا لا نعي ولا نمييز حتى أيام الأسبوع التي تمضي بسرعة فعلياً أما وجدانياً كأنها لم تمض حتى ساعة واحدة وكل ذلك من وجه الأيام المتفرد في تحيزه ولونه الأغبر وبات لسان حالنا يردد دائما ستمضي كل هذه اللحظات ونسردها في الليالي كأيام عصيبة مرت، لكن ستبقى سمة كلما انعكس عليه شعاش الضوء صارت واضحة، للأسف لانستطيع نكران شيء حتى ، لا نجرؤ على ذلك ابداً لأن ذلك جزء من مضينا ، وكلما نظرنا إلى الحياة من عدة زوايا نجدها هكذا تداول أيامها وتدفع دواليبها بهذا الشكل وأن طابعها الأساسي هو الحزن وأن السعادة نمثلها فيها تمثيل ، حتى وإن عانقة أرواحنا السعادة للحظات قليلة تمسح كثير من الحزن و تكسح كل ارتكازته بداخلنا هكذا هو طابع الإنسان، لذلك مقولة أن هذه الأيام ستمضي عالقة في ازهاننا ولا تبارحها أبداً لن يكسرنا شيء مهما ثقل علينا حمله وكثرت علينا مداراته ، والذي دار في بلادنا جعلنا أقوى وأوعى هذا درس لن تنساه حتى أجيالاً وأجيال من بعدنا بسنوات ضوئية ، نذكر العالم أجمع أننا هكذا خلقنا ويظل السودان رواية حب أسطورية سمرمدية تحكى من بعدنا ، وأن دفاع أهل السودان عن أرضه وذودهم بأرواحهم عنه ليس من فراغ بل هو المام وإيمان بقيمة هذا الوطن ، وأرضه الطاهرة المعطاة فالتعش حراً أبياً ياسودان.