صديق البادي يكتب: الانتشار لا يعني الانتصار
قوات الدعم السريع كانت منتشرة انتشاراً واسعاً في كل ارجاء العاصمة بكل مدنها وأحيائها وأسواقها وميادينها ومداخلها ومخارجها لكبر عددهم الذي يقدر في حده الادني بمائة وعشرون ألف بينهم عدد كبير من الشباب
صغار السن والصبية الذين تم احضارهم من بعض الدول الأفريقية المجاورة لمحاربة الجيش السوداني الباسل . والانتشار الواسع للدعم السريع لا يعني الانتصار لأنهم لا يحكمون الآن ولا يديرون مرفقاً واحداً بل ولا يتحكمون
في مكتب صغير ولا يحركون فيه ورقة واحدة ويقومون فقط بالحراسة المسلحة وتعطيل العمل . والحرب بين الطرفين الآن جوية وبرية و الوطن هو الخاسر وبكل أسف فان عدد القتلى والجرحي والمعوقين كبير مع وجود عدد كبير من الجثث الملقاة في العراء والخلاء
وحدث احتلال لعدد كبير من المستشفيات وإخراج المرضي منها مما أدي لوفاة عدد من الذين كانت حالاتهم حرجة . وما يحدث الآن من فوضي وتخريب وتدمير وسرقات ولصوصية وتدمير للبنيات الأساسية للدولة وحرق وثائقها ومستنداتها ونهب البنوك والمصانع
والمتاجر وحرق المزارع وإخراج المواطنين من منازلهم ومساكنهم والسيطرة عليها والإقامة فيها ونهب محتويتها من ذهب وأموال وعربات والأخطر من ذلك والأكثر انحطاطاً وسفالة هو التعدي علي العروض تحت التهديد بالسلاح وانتهاك الحرمات والاغتصابات . وما يحدث الآن
لم يحدث في تاريخ السودان منذ الأزل ولم يفعل مثله المغول والتتر وأصبحت البلاد في حالة همجية وفوضي وغاب صوت العقل . وكان السودان في الأربعة أعوام الماضية مستعمر استعماراً غير معلن وتحكمت فيه قوي أجنبية كانت وصية عليه وتحشر انوفها في كيفية إدارة وتسيير اقتصاده وفي قوانينه ومناهجه الدراسية
وعلاقاته الخارجية .. والخ وهي التي خططت ودبرت وتقف خلف الدمار الذي يحدث اليوم … وفولكر الذي كان يتعامل وكأنه الحاكم العام للسودان والوصي عليه صرح في اليوم السابع من شهر رمضان المعظم الموافق الثلاثين من شهر مارس الماضي بأن الصدام بين الجيش والدعم
السريع وارد وهو الذي خطط لذلك بمساعدة بعض عملائه ومستشاريه وصرح فولكر في اليوم الثالث من شهر أبريل الماضي بأن تعيين رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة سيتم اذاعتها واعلانها رسمياً قبل انتهاء شهر رمضان وتصريحه هذا يؤكد أنه كان علي علم بأن ساعة الصفر ستكون في
الساعات الأولي من صبيحة يوم السبت الموافق الخامس عشر من شهر أبريل الموافق الرابع والعشرين من شهر رمضان المعظم وحسبوا أن نجاح المخطط الانقلابي لن يستغرق أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات علي الأكثر بعد اغتيال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات
المسلحة أو اعتقاله وتعذيبه واغتيال أو اعتقال الثلاثة أو الأثنين الآخرين الذين يمثلون المكون العسكري في مجلس السيادة وفولكر كان يدرك تماماً أن هذا المخطط لو نجح فان الجيش سيرفض قيام انقلاب ينفذه مكون عسكري آخر خارج عن ارادته وغير خاضع له وسيقاوم الانقلاب ويثأر لكرامته وعزته ويدخل مع الدعم السريع
في حرب طاحنة حتي ولو كلفته آخر طلقة وآخر جندي . ونجح فولكر في تنفيذ المخطط الأجنبي الاستعماري الآثم بإشعال نار حرب بين الجيش والدعم السريع وقد استغل البعض ولعب علي عقولهم ومناهم بتحقيق أحلامهم وأوهامهم وهو يدرك محدودية قدراتهم وضعف مؤهلاتهم واتخذهم مجرد وسيلة عابرة لتحقيق أهدافه
ثم يدير لهم ظهر المجن بعد أن يستنفذ أغراضه عندهم وفولكر لا يهمه أن يحترق السودان أو يغرق وهو الآن أصبح مثل نيرون روما تحترق وهو يضحك ويرقص . وان العاصمة تحترق الآن وفولكر لا زال في خبثه وغيه القديم يريد أن يفرض وصايته ويضع شروطه بضرورة
إعادة المشهد العبثي السياسي الذي كان من بين أسباب نشوب الحرب . وقطعاً ان الحرب إذا توقفت سيحدث تغيير جذري في كيفية قيادة الدولة وإدارة وتسيير شؤون البلاد والعباد ووقتها لكل حادثة حديث . وأثناء الحرب لا يمكن أن يحدث تغيير وتبديل في القيادات العسكرية وكما يقول المثل الإنجليزي ( لا تغير الخيول وهي في منتصف النهر ). وهناك أشياء تحتاج لمراجعات
بعد انتهاء الحرب من أجل اصلاح الاعوجاج . ولا ينكر أحد أن قوات الدعم السريع أدت أدواراً مهمة قبل سنوات تمثلت في حراسة الحدود ومحاربة التهريب والمساهمة في إطفاء البؤر الملتهبة ومناطق النزاعات مع وجود محدود في العاصمة القومية وعدد قوات الدعم السريع
كان في حدود سبعة آلاف مجند وكان يمكن أن تستمر في أداء نفس الدور المهم ويمكن لاحقاً بعد توقف الحرب أن تؤدي نفس الدور بذات العدد مع إضافة واختيار آخرين منهم وضمهم لسلاح المشاة . بكل اسف حدث تساهل معها وسمح لها بالتمدد وترك لها الحبل علي القارب في التسليح والتجنيد مما أدي لهذا الانتشار
الواسع. ومحمد بن زايد رئيس دولة الامارات وهو ابن الرجل العظيم حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة الامارات الحديثة كان محل احترام وتقدير ومحبة الشعب السوداني الذي تربطه بالشعب الاماراتي علاقات طيبة ولكن محمد بن زايد بغروره
واستخفافه بالشعب السوداني ورعايته وتمويله الضخم لمحاولة التغيير الفاشلة التي أدت لحرب مدمرة طاحنة فان جبل عامر بكل ذهبه وساحل البحر الأحمر بكل موانيه والفشقة وكل الأراضي الزراعية لو تم التنازل عنها وتمليكها وتسجيلها باسم محمد بن زايد فانها لا تساوي ما ساهم بالقدح المعلي في احداثه من تدمير وتخريب
وفوضي وعبث واهلاك أرواح عزيزة كثيرة وتشريد سكان العاصمة واحتلال دورهم ونهب وسرقة ممتلكاتهم وعليه ان يكفر عن جرمه الفاجر بالعمل علي إيقاف هذه الحرب القذرة التي يحرك أصابعه فيها من وراء ستار لتستمر . وان دولاً عديدة وقوي أجنبية خبيثة تسعي لأن تظل هذه الحرب القذرة مفتوحة وممتدة لسنوات عديدة بين أبناء
الوطن الواحد … والشعب السوداني كله ينادي بانهاء هذه الحرب القذرة الحقيرة ويمكن ان يخرج في مسيرات سلمية ضخمة ينادي فيها بايقافها ويناشد الاحرار الاخيار الكثيرين في العالم للمساهمة في انهائها … وان دول البغي والقوى الأجنبية الخبيثة لو تمادت في اجرامها
وخبثها واستخفافها بالشعب السوداني التي لا تعلم أنه يضم أبطالاً كالأسود الضاربة والمتوقع بل المؤكد أن تتكون بطريقة عفوية وبدوافع وطنية خالصة لا ايدلوجية مجموعات كبيرة من الفدائيين السودانيين الذي يمكن ان يفجروا انفسهم بعد أن يقوموا بتفجيرات
وضربات موجعة لمصالح تلك الدول وضربها وتدميرها اقتصادياً واحداث فوضي ضدها تكون اضعافاً مضاعفة لما احدثوه من تدمير وتخريب في السودان وعليهم ان يثوبوا لصوت العقل قبل ان يصبحوا نادمين بعد فوات الأوان ولات ساعة مندم .