أعمدة

د. محمد الريح الشيباني يكتب:

الإنسان متقلب الأطوار.
نظرت إلى الأفنان وجدتها تتراقص من تلك النسمات التي أخذت فعلاً جولتها في مداعبة الأغصان ، ارتفع حفيفها إلى أبعد مدى ممكن، لينذر بالطل الذي بدأت الرياح تحرك مزنه في تلك اللحظة صار العارض سقفا حاجباً للشمس ، وصرنا نراعي ذلك المنظر الخلاب، وقفت أتأمل في قطرات المطر لم أر أجمل من ذاك اليوم الذي كانت الأشجار تتمايل ،وتتبختر محتفية بتلك القطرات المنثورة على أوراقها فتكسبها ندى ونضارة تجعلها في نشوى فينعكس ذلك على الجو فيجلعه أكثر ملائمة للتفيؤ تحت ظلالها ونشهد وقفة تهادي واجلال تشعرنا بالأمان رغم تسلل قطرات المطر بين الأوراق إلى أثوابنا فنزعم أننا نستخدم أمبريلا بها ثقوب تجعلنا نفكر في الهرولة إلى المنزل لياذة به
وأخذنا نردد اللهم صيباً نافعاً ، عند اتفاع صدى الرعد نقول سبح الرعد بحمده، هكذا نحن بين الفرح والخوف نجول أحيانا، ومع التمني والرجاء أحايين أخرى هذا يعكس انطباعاً عن الإنسان الذي خلق متقلب المزاج تارة يحب وتارة أخرى يمل، وكل ذلك يقود إليه العقل بعدم اقتناعه بما يدور حوله ، كلما كان العقل منفتحاً كلما كان صعب الانقياد والانصياع لأشياء محدودة اللون لابدا له من مراعات ألوان عدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى