د. محمد الريح الشيباني يكتب:
الحرب الضروس ما كنا نشهده في الدراما بات واقع الحال وكأنها حرب البسوس الجزء الثاني الحرب التي قتلت ويتمت ورملت، كما قالها أحد أبطال حربهم يوما محزراً من وقوعها حرب أبناء العم أشد ضراوى من غيرها ، وقال أحد حكمائهم إنك بحرب أبناء العمومة لا تجدع إلا أنفك ولا تقطع إلا يدك ، وكلا هاتين الحربين قامة من أجل الكرامة والشرف،
أربعة أشهر عايشناها وكأنها الأربعون عام التي عاشها بني وائل في الحيين لم يسمع في الخرطوم إلا دوري المدافع لم تُرَ إلا أعمدة الدخان لم تسمع إلا أصوات الجنادب والكائنات الغريبة ليلاً هل تحولت الخرطوم إلى ركن مشؤوم لا يصلح للعيش فعلاً؟
شوارع الخرطوم تعبأة بالدماء وأضحت مخيفة لا يرى فيها إلا الأشباح حتى نهاراً في وضح النهار ، الإنسان الذي أقام الحرب بسبب ناقة لضيف نزيل في داره وزعم أنه بجوار مضيفئه ألا يقيمها من أجل بقاء دولة وزوالها، تصور أن تكون الحرب هي مسألة حياة شعباً بكل أثره، هذا يعني أن الحرب مستباحة فعلاً ،حربنا هي حرب الشباب والشياب الوضع الذي نحن فيه لا نحسد عليه أما أن نموت جميعاً أو نحيا جميعاً قرع يجوجها وصار صوته يسمح في كل مكان في بلادي فتق مستنفريها أكفان الدجى فليكن قتلنا الأعادي في كل شبر منك يا بلادي !! كل يد تطال هذا الوطن يجب أن تبتر ، نقولها بفم مملؤ أن حمانا ليس مستباح، ونستطيع أن نحمي حتى مواضع السحاب.