صنديد حي الراقي!.
وكانني من مات…
وموقف الشهيد(جمال زمقان) كان هو موقفي الذي صمدت عليه أربعين يوما وليلة..
ولكنني اويت الي (المرقة) واخترت الهروب..
لذلك شعرت بتلك البرودة و(همدان الروح)..
لم التقي (زمقان) إلا مرة واحدة وعابرة (من غير ميعاد)..
سبقه الاسم والسيرة العطرة والمثابرة والاجتهادات المبذولة والتي استطالت لتصنع ما تفاخر به بلادى الدنيا والناس فيما سمي ببرنامج (القوي الرباعية).. لن يُفضي لك بشي مما دُخر عنده مهما حاولت، فصمته الموغل في الكلام هو السمة البارزة والسمت المهيب. .
رجل لا ادعاء فيه ولا تنطع..
لطيف و(ود ناس)..
وعلي خبرتي في الناس والعلاقات اجتهدت ولم افلح في جره الي (ونسة) تفيديني وتضره..
والرجل صندوق أسرار كبير ومفتاح لكثير من المغاليق في دنيا الدولة والسياسة والمسكوت عنه والمضنون به علي غير اهله..
فلماذا تأخروا؟!..
العجيب أنهم تركوه لـ 99 يوماً..
ليس الخبر أنهم قتلوه..
الغريب كيف أنهم تركوه كل هذا الزمن وهواسفل منهم؟!..
كيف لم يدركوا أهمية هذا الصيد الثمين؟!..
ولماذا لم يستجب “جمال” لكل النداءات والرجاءات والمناشدة من كل احباءه والمشفقين..
هو الموعد المضروب مع شهادة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم..
اقام زمقان في بيته وحده وقاتل وحده ومضي وحده بعد ان ساق الي ذمة الله 17 جنجويدا..
ولو لم تنفد ذخيرته لكان (حدو قدارف)..
ارتحل زمقان وفق خياراته وترتيباته الخاصة..
بطلا باسلا ومشروعاً مضافاً الي مشروعات الاصطاف الوطني ضد الجنجويد…
لم يمت تماماً..
ولن يموت من مات علي ذلك النحو المستبسل والطهور!.