تجدد الاشتباكات بين طرفي الصراع في السودان

عادت الاشتباكات المسلحة مجددًا، اليوم الإثنين، غرب العاصمة الخرطوم وشمالها، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك بعد يوم من دعوة الرياض وواشنطن إلى الاتفاق على وقف إطلاق نار جديد. واندلعت اشتباكات عنيفة بمدينة أم درمان (غرب) وبحري (شمال) باستخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة، فيما حلق الطيران الحربي في السماء، مع سماع أصوات دوي المدافع والانفجارات القوية، دون أن تتضح المناطق المستهدفة أو إن كانت الهجمات قد أسفرت عن إصابات، بحسب وكالة “الأناضول”. وتأتي الاشتباكات رغم دعوة السعودية والولايات المتحدة، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الأحد، إلى الاتفاق على وقف جديد “فعّال” لإطلاق النار، بعد انتهاء هدنة مساء السبت رعتها الدولتان. ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولًا وارتكاب خروقات خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات. وجاء هذا التصعيد الجديد بعد اشتداد المعارك، أمس الأحد، في عدة مناطق بالخرطوم بعد انتهاء سريان وقف لإطلاق النار الذي كان قد بدأ في 22 مايو/ أيار وانتهى أجله ليلة السبت. وأدى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة إلى هدوء حدة القتال قليلًا والسماح بوصول مساعدات إنسانية محدودة لكن شابته، شأنه شأن غيره من إعلانات وقف إطلاق النار السابقة، عدة انتهاكات. وانهارت يوم الجمعة محادثات كانت تهدف إلى تمديده. ودعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان، أمس الأحد، للعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية. وجاءت الدعوة السعودية-الأميركية غداة قصف جوي ومدفعي هز الخرطوم السبت في غياب أي أفق للتهدئة، في نزاع يواصل حصد الضحايا الذين أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 منهم من دون التعرف على هوياتهم. وفي مقابل الوساطة السعودية-الأميركية ومباحثات جدة، تعمل أطراف أخرى على محاولة إيجاد حلّ للأزمة، مثل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) المؤلفة من ثماني دول بينها كينيا التي استضافت السبت مستشار قائد قوات الدعم يوسف عزت. ومنذ اندلاع الصراع المسلّح في 15 أبريل/ نيسان، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.