أعمدة
عصب الشارع – صفاء الفحل | عالم جبانات بشكل..
ما ان قلت بانه على العاملين بالمؤسسات والوزارات، أن يحذو حذو العاملين ب(بنك المزارع)، وان يطردوا كل مسؤول كوز داخل مؤسساتهم كحق مكتسب لهم، في ظل ميوعة الدولة حاليا، حتى قامت دنيا الكيزان ولم تقعد واتهمني البعض بانني ادعوا للفوضى وكأننا نعيش دولة القانون والحقوق، لا دولة الفوضى والدكتاتورية، إلا أن الأمر في اعتقادي يتعدى نوع النظام الذي نعيشه إلى (الصراخ) المعهود للكيزان عند احساسهم بان الأمور ستخرج من يدهم، وأن الثورة قد بدأت تتنفس بعنف مضاد في ظل العنف الذي يمارسه النظام ضد كل ينتمي إلى الثورة.
ولا اقول ذلك عن خوف، ولكن عندما تعرضت للتهديد واتجهت للقانون منحني القانون ورقة يقول فيها أنه لا يعلم الجهة التي تقوم بتهديدي، وبالتالي فإنه لا يستطيع حمايتي وانا واحدة من العشرات الذين يتهددهم الكيزان كل صباح، دون ان تتحرك السلطات لحمايتهم كحق مكتسب لهم في العيش داخل اوطانهم بأمان، وتعمل السلطات في ذات الوقت لحماية الفلول والارزقية وسماسرة السياسة وتسيير العربات المدرعة خلفهم لحمايتهم.
ويذكرني الامر بمقطع مسرحية عادل امام(شاهد ماشافش حاجة) حين يقول عالم جبانات بشكل، فالكيزان لا يستطيعون الحركة إلا تحت حماية نظام عسكري دكتاتوري ويخافون ويصرخون عندما يكتشفون ان لا غطاء لهم من النظام الحاكم، ولذلك يتمسكون اليوم باستمرار اللجنة الأمنية البرهانية في الحكم لأطول فترة ممكنة، ليتمددوا تحت مظلتها بقدر استطاعتهم.
وأكثر ما يزعج الكيزان اليوم هو احساسهم بضعف اللجنة الأمنية، والتي بدأت تبحث عن مخرج لنفسها تحت ظل ضغط الثورة الذي لا يتوقف، ويجاهدون بكل السبل للبحث عن موطئ قدم لهم، قبل تسليم النظام لحكومة مدنية، والذي بدأ كشر لابد منه بالنسبة لهم، ويطلقون الشائعات بقبول مشاركتهم بنسب تتضاءل يوميا على اعتبار أن شيء خير من لا شيء.
لقد اصبح من الواضح بأن الفلول يعتمدون في تحركهم على حماية النظام لهم ووقفته خلفهم، ثم على اثارتهم للضجيج الإعلامي، وقد بدأت أوراق التوت تتساقط عنهم فانزوى اعلامهم وانكشفت أكاذيبه، وها هو النظام الديكتاتوري قد بدأ في التزحزح فصاروا يتخبطون تارة خلف الادارات الأهلية، وتارة خلف شيوخ الضلال، ويستمر مدهم في التراجع ولن يتبقى لهم قريبا أحد ليحتمون خلفه، فالمد الثوري أعنف والشارع صار أكثر وعيا فمتى يفهمون..
والثورة مستمرة
والقصاص أمر حتمي
الجريدة